عاجل

زكاة العيادات الطبية.. هل يجب إخراجها عن المقار والأدوات والمعدات بها؟

دار الإفتاء
دار الإفتاء

ما حكم زكاة العيادات الطبية؟، سؤال أجابته دار الإفتاء من خلال صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك. 

حكم زكاة العيادات الطبية

وقالت الإفتاء: ما يملكه الأطباء من مقارِّ العيادات والأدوات والمعدات بها لا تجب فيها الزكاة شرعًا، وكذلك ما يُستهلَك من مواد علاجيَّة مما لا يستقر ويبقى أثره عند المريض من نحو القطن والبنج ومواد التعقيم، وغيرها.

أما ما يشتريه من المواد العلاجية التي تستعمل في العلاج ويحصل عليها المريض ويحسب ثمنها عليه بحسابٍ مباشرٍ أو ضمن الفاتورة العلاجية، فهي عروض تجارةٍ تجب فيها الزكاة إذا بلغت قيمتها النصاب -وهو قيمة خمسة وثمانين جرامًا من الذهب عيار واحد وعشرين- أو زادَ عليه، وحال عليها الحول بالأشهر العربية، فتُقَوَّم ويضم إليها ما يملكه من الأموال النقدية، ثم يخصم ما قد يكون عليه من ديون ومصاريف ونحوها، فإن بلغ صافي ذلك النِّصابَ أو زادَ عليه، كان عليه أن يُخرج زكاته بنسبة ربع العشر (2.5%).
 

إخراج الزكاة في شهر رمضان

قالت الدكتورة روحية مصطفى عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر: «هذا أمرٌ محمودٌ بلا شك، ولكن ليس من المنطق أن يجعل الجميع شهر رمضان الكريم رأسًا للحول، فيتكدس إخراج الزكاة في شهرٍ واحدٍ طوال العام، وقد يعجز المرء عن إيجاد مستحقٍّ حقيقةً لمال الزكاة في هذا الوقت الذي يُغدِق فيه مالك النصاب على المستحقين».

وتابعت: لكن الأولى أن يكون رأس الحول كل الحول، بمعنى أن بعض المسلمين يجعلونه رمضان، وغيرهم رجب أو شعبان، وآخرين أشهرًا أخرى، لينعم المستحقون بمال الله تعالى طوال الحول، وهذا أليق في سد حاجاتهم الشخصية الأصلية في كل وقتٍ من العام.

كيف نقدر زكاة المال؟

أما عن مقدار الزكاة ومقدار النصاب، فمن ملك ما يُعادل 85 جرامًا من الذهب فاضلًا عن حاجته الأصلية وحاجة من يعول، فقد وجب عليه الزكاة، ومقدارها 2.5%، أي في كل 1000 جنيه 25 جنيهًا، تُعطى لأي مصرفٍ من مصارف الزكاة الثمانية: الفقراء، والمساكين، والعاملين عليها، والمؤلفة قلوبهم، وفي الرقاب، والغارمين، وفي سبيل الله، وابن السبيل.

أي تُعطى للفقير الذي لا يملك قوت يومه، والمسكين الذي لا يملك قوت عامه، والموظفين الذين يقومون بجمع مال الزكاة (وهذا التدبير كان قديمًا)، وتُعطى أيضًا لقومٍ ضعاف الإيمان لتقوية إيمانهم وتثبيتهم على الدين، أو لمنع عدوانهم المباشر أو غير المباشر للمسلمين، ومنها يتم تحرير العبيد (وهذا التدبير في الغالب كان قديمًا).

وتابعت: يُعطى منها الغارمون الذين تَكَبَّلوا بالديون ويَثْقُل عليهم أداؤها، ويُعطى منها في سبيل الله تعالى، ويدخل فيه كل وجوه الخير كالمساعدة في علاج المرضى، وتزويج الشباب والفتيات غير القادرين، وإعانة ذوي الدخل المحدود الذي لا يغطي كفاية أسرهم من مأكلٍ ومشربٍ وملبسٍ وتعليمٍ وزواجٍ، وبالجملة: كل ما كان فيه إعانةٌ للآخر على تحصيل سبل الحياة بكرامةٍ فهو في سبيل الله تعالى.

كما يُعطى منها ابن السبيل، كالذي سافر للبحث عن عملٍ ولم يُوَفَّق في ذلك، وليس معه مال لتحصيل تذاكر طائرةٍ ليعود إلى وطنه، حتى ولو كان قادرًا في وطنه، ولكن انقطعت به السبل عن التواصل مع قومه لتوفير مالٍ له.

وشددت: هذه هي مصارف الزكاة التي ذكرها الله تعالى في كتابه العزيز، وإعطاء المال لمصرفٍ واحدٍ لا حرج فيه، خاصة الفقراء والمساكين، فإحياء النفس مقدَّم على غيرها في سُلَّم المقاصد، وإن قُسِّم مال الزكاة وأُعطي منه أكثر من مصرفٍ فلا حرج، وكل هذا يعود لتقدير المزكِّي.

تم نسخ الرابط