في لحظة وفاء.. الصوفية يقرأون الفاتحة لـ أحمد عمر هاشم بـ السيد البدوي

تحتفل المشيخة العامة للطرق الصوفية مساء اليوم بمولد القطب الكبير سيدي أحمد البدوي بمدينة طنطا، في أجواء روحانية خاشعة تفيض بالمحبة والذكر، وذلك بحضور الدكتور عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية، ورئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية، وبمشاركة مشايخ الطرق الصوفية ومريديهم من مختلف محافظات الجمهورية.
الصوفية يقرأون الفاتحة لـ أحمد عمر هاشم
ويشارك في الاحتفال لفيف من أعضاء المجلس الأعلى للطرق الصوفية، وفي مقدمتهم الدكتور علي جمعة، عضو المجلس الأعلى وشيخ الطريقة الصديقية الشاذلية، والشيخ جابر البغدادي وكيل المشيخة العامة للطرق الصوفية، إلى جانب عدد من قيادات ورموز المشيخة العامة، واللواء أشرف الجندي محافظ الغربية.
ويبدأ الاحتفال عقب صلاة العشاء بقراءة الفاتحة على روح فضيلة العلامة الراحل الدكتور أحمد عمر هاشم، ثم تُلقى كلمات من مشايخ الطرق الصوفية وأعضاء المجلس الأعلى، يتخللها الابتهالات والمدائح النبوية والإنشاد الصوفي الذي يعبر عن حب آل البيت والصالحين، وسط حضور جماهيري كبير من أبناء الطرق الصوفية ومحبي آل البيت من مختلف أنحاء مصر.
وأكد المتحدث الرسمي باسم المشيخة العامة للطرق الصوفية، الإعلامي أحمد قنديل، أن هذه المناسبة المباركة تأتي تجديدًا للعهد مع الله ورسوله وأوليائه الصالحين، وترسيخًا لقيم التسامح والمحبة التي تمثل جوهر التصوف، ودعمًا لما تشهده مصر من أمن واستقرار ببركة أوليائها وصالحيها.
من هو السيد البدوي؟
السيد البدوي هو أحمد أبن علي أبن إبراهيم أبن محمد أبن أبي بكر، وينتهي نسبه بـ"علي زين العابدين أبن الحسين"، ولقب بالسيد أحمد البدوي، وقد هاجر أجداده من الحجاز إلى أرض المغرب في عام 73 هجرية في عصر الدولة الأموية بعدما زاد اضطهاد الحجاج أبن يوسف الثقفي للعلويين.
استقرت أسرته في مدينة فاس بالمغرب حتى القرن السادس هجريا، أي ما يقارب 500 عام، وتزوج جده الشريف إبراهيم ابنة شقيق السلطان، وأنجبت منه علي الذي تزوج فاطمة بنت محمد أحمد أبن مدين وأنجبت منه 6 أبناء آخرهم كان أحمد بن على، الملقب بأحمد البدوي، والذي ولد في عام 596هجريًا/1199ميلاديًا بمدينة فاس.
بدأت رحلة البدوى عقب اضطراب الأوضاع في المغرب عقب قيام دولة الموحدين، ليعود اضطهاد العلويين مرة أخري وهاجر بصحبة والده وأسرته إلى الحجاز لأداء فريضة الحج، واستقرت الأسرة 6 سنوات بمكة في عهد الملك العادل شقيق صلاح الدين الأيوبي، وكان عمر أحمد البدوى 13 عامًا عندما توفي والده لتتغير حياته، فقد عكف على العبادة، واعتزل الناس وعاش في صمت ورفض الزواج ولم يكن يتحدث سوى قليل وكان يضع لسام على وجهه كعادة البدو من أهل المغرب، ولذلك لقب بالبدوي، وعكف في عزلته على دراسة تعاليم أمامي الصوفية في العراق عبدالقادر الجيلاني وأحمد الرفاعي.
كما قرر أحمد البدوي الرحيل من مكة إلى العراق في نهاية الثلاثينات من عمره وانتقل إلى الموصل والتقى بسيدة تسمى فاطمة بنت بري وهي سيدة حاولت إغواءه بجماله الشديد ولم تستطع فعاشت هي وقبيلتها تتعبد على طريقة وتعاليم أحمد البدوى.