عاجل

الخنساء بنت عمرو.. شاعرة أبهرت الرسول وضحت بأبنائها في معركة القادسية

الخنساء
الخنساء

ضمن مبادرة "المرأة في الإسلام" التي تطلقها منظمة خريجي الأزهر للتعريف بالشخصيات النسائية البارزة في التاريخ الإسلامي، خلال شهر رمضان المبارك، نستعرض معكم اليوم سيرة الصحابية "تماضر بنت عمرو بن الحارث، الشهيرة بالخنساء".

من هى الخنساء

تماضر بنت عمرو بن الحارث، المعروفة بالخنساء، لم تكن مجرد شاعرة عبقرية تميزت برثاء أخويها صخر ومعاوية، وكانت نموذجًا للمرأة المؤمنة الصابرة التي قدمت أبناءها الأربعة في سبيل الله يوم معركة القادسية.

عاشت الخنساء في عصرين متناقضين، فقد ولدت في الجاهلية، وعُرفت بين العرب بشاعريتها الفذة التي جعلت كبار الشعراء يعترفون بموهبتها، حتى أن النابغة الذبياني، أحد أعمدة النقد الشعري في الجاهلية، أشاد بها في سوق عكاظ.

من لقبها بـ الخنساء

وُلدت الخنساء في قبيلة بني سليم، وكان لقبها مستوحى من شكل أنفها القصير وارتفاع أرنبتيه، كما برعت في الشعر منذ صغرها، وتميزت بأسلوبها العاطفي العميق، حيث لم يكن في العرب من يضاهيها في رثاء الأحبة، فكانت قصائدها تعبيرًا صادقًا عن فقدانها لأخويها، خاصة صخر الذي كانت شديدة التعلق به.

لقاؤها برسول الله وإسلامها

قدمت الخنساء مع قومها على النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأسلمت معهم، وكان إسلامها صادقًا، إذ تجلى في التزامها بالدين ودعمها للمسلمين في الجهاد ويُقال إن الرسول كان يُعجب بشعرها، وكان يستمع إليها بإصغاء عندما كانت تنشده.

موقف الخنساء في معركة القادسية

حينما اشتعلت معركة القادسية، خرج أبناء الخنساء الأربعة عمرة، وعمرو، ومعاوية، ويزيد في صفوف المسلمين، وقالت لهم: "يا بني، إنكم أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين، والله الذي لا إله غيره إنكم لبنو رجل واحد، ما خنت أباكم، ولا فضحت خالكم، فإذا رأيتم الحرب فاثبتوا، ولا تولوا الأدبار، فتُسلموا إلى غضب الجبار، وإذا رأيتم النصر فاغتنموه، وإن قُتلتم فذاك الفوز الأكبر."
واستُشهد أبناؤها الأربعة في المعركة، لكنها لم تجزع، بل استقبلت الخبر بحمدٍ وثناء، قائلة:"الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته."

امتاز شعر الخنساء، بقوة العاطفة وصدق التعبير، وما زالت أبياتها تُدرس حتى اليوم في الأدب العربي.
 

تم نسخ الرابط