عاجل

أشبه الناس بجده المصطفى.. وقفات فى سيرة الإمام الحسن بن علي

الحسن بن علي
الحسن بن علي

تحل اليوم الخامس عشر من شهر رمضان؛ ذكرى ميلاد الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، وفي السطور التالية نعرض نبذة عن حياة الإمام.

التعريف بـ الحسن بن علي

الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي أبو محمد سبط النبي ﷺ، وهو سيد شباب أهل الجنة وريحانة سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم وشبيهه، وهو خامس أهل الكساء وأصحاب الكساء هو مصطلح إسلامي يقصد به مجموعة من أهل بيت النبي محمد هم: ابنته فاطمة وابن عمه علي بن أبي طالب، واثنين من أحفاده الحسن والحسين. حيث جمع أهل بيته تحت الكساء "العباءة".

أمه: السيدة فاطمة بنت رسول الله ﷺ سيدة نساء العالمين أم أبيها. وأبيه: الفتى الغالب الإمام علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه.

ولد الحسن بن علي بن أبي طالب في النصف من رمضان سنة ثلاث من الهجرة (هذا أصح ما قيل في ذلك)، وقيل: ولد للنصف من شعبان سنة ثلاث. وقيل: ولد بعد أُحد بسنة. وقيل: بسنتين وكان بين أحد والهجرة سنتان وستة أشهر ونصف.

لما ولد الحسن جاء رسول الله ﷺ فقال: " أروني ابني ما سميتموه" قلت : سميته حربا قال: " بلى هو حسن "، فلما ولد الحسين سميناه حربا فجاء النبي ﷺ فقال : " أروني ابني ما سميتموه " قلت : سميته حربا قال : " بل هو حسين " . فلما ولد الثالث جاء النبي ﷺ فقال : " أروني ابني ما سميتموه " قلت : سميته حربا قال : " بل هو محسن " ثم قال : " سميتهم بأسماء ولد هارون : شبر وشبير .

لماذا سماه النبي الحسن؟

قال أبو أحمد العسكري: سماه النبي ﷺ الحسن وكناه أبا محمد ولم يكن يعرف هذا الاسم في الجاهلية وروي عن ابن الأعرابي عن المفضل قال : إن الله حجب اسم الحسن والحسين حتى سمى بهما النبي ﷺ ابنيه الحسن والحسين قال : فقلت له : فاللذين باليمن قال : ذاك حسن ساكن السين وحسين بفتح الحاء وكسر السين.

عن علي رضي الله عنه قال : كان الحسن أشبه الناس برسول الله ﷺ ما بين الصدر إلى الرأس ، والحسين أشبه الناس بالنبي ﷺ ما كان أسفل من ذلك.

عن أبي بكرة قال صعد النبي ﷺ المنبر فقال : "إن ابني هذا سيد يصلح الله به بين فئتين عظيمتين". 

عن أنس بن مالك قال : لم يكن أشبه برسول الله ﷺ من الحسن بن علي.
وعن ابن عباس قال : " كان رسول الله ﷺ حامل الحسن على عاتقه ، فقال رجل : نعم المركب ركبت يا غلام . فقال النبي ﷺ : " ونعم الراكب هو " 
قال البراء: رأيت رسول الله ﷺ واضعا الحسن بن علي على عاتقه وهو يقول : " اللهم إني أحبه فأحبه " .
قال رسول الله ﷺ : " أحبوا الله لما يغذوكم من نعمه وأحبوني بحب الله وأحبوا أهل بيتي بحبي " 
قيل : إن الحسن بن علي حج عدة حجات ماشيا وكان يقول : إن لأستحي من ربي أن ألقاه ولم أمش إلى بيته .

وورد أن الحسن  رضي الله عنه رأى غلاما  يأكل من رغيف لقمة، ويطعم كلبا هناك لقمة، فقال له: ما حملك على هذا؟ فقال: إني أستحي منه أن آكل ولا أطعمه. فقال له الحسن: لا تبرح من مكانك حتى آتيك، فذهب إلى سيده فاشتراه واشترى الحائط الذي هو فيه، فأعتقه وملّكه الحائط. فقال الغلام: يا مولاي قد وهبت الحائط للذي وهبتني له.

وقال النبي ﷺ: "حسن سبط من الأسباط" وكان حليما كريما ورعا؛ دعاه ورعه وفضله إلى أن ترك الملك والدنيا رغبة فيما عند الله تعالى وكان يقول : ما أحببت أن ألي أمر أمة محمد ﷺ على أن يهراق في ذلك محجمة دم . وكان من المبادرين إلى نصرة عثمان بن عفان .

وفاة الإمام الحسن

اختلف في وقت وفاته فقيل : توفي سنة تسع وأربعين وقيل : سنة خمسين وقيل : سنة إحدى وخمسين .

ولما حضرته الوفاة أرسل إلى عائشة يطلب منها أن يدفن مع النبي ﷺ فلقد كنت طلبت منها فأجابت إلى ذلك فلعلها تستحي مني فإن أذنت فادفني في بيتها، وما أظن القوم - يعني بني أمية- إلا سيمنعونك ، فإن فعلوا فلا تراجعهم في ذلك وادفني في بقيع الغرقد.

فلما توفي جاء الحسين إلى السيدة عائشة في ذلك فقالت: نعم وكرامة. فبلغ ذلك مروان وبني أمية فقالوا: والله لا يدفن هنالك أبدا. فبلغ ذلك الحسين فلبس هو ومن معه السلاح ولبسه مروان. 

فسمع أبو هريرة فقال: والله إنه لظلم يمنع الحسن أن يدفن مع أبيه، والله إنه لابن رسول الله ﷺ ثم أتى الحسين فكلمه وناشده الله وقال : أليس قد قال أخوك: إن خفت فردني إلى مقبرة المسلمين ففعل فحمله إلى البقيع. 

تم نسخ الرابط