نعمان توفيق: الاحتلال يتعمد ضرب المدنيين والمساعدات تُستخدم كفخ قاتل
أكد الدكتور نعمان توفيق، الباحث في العلاقات الدولية، أن النهج الإسرائيلي في التعامل مع قطاع غزة لم ولن يتغير، موضحًا أن ما يحدث من عمليات عسكرية متكررة على المدنيين يُعد إبادة جماعية ممنهجة، تستهدف النساء والأطفال وكبار السن، دون مراعاة لأي قوانين أو أعراف دولية.
وفي مداخلة مع قناة "إكسترا نيوز"، أوضح نعمان توفيق أن ما تشهده غزة منذ بداية العدوان الإسرائيلي يمثل استراتيجية متكررة تعتمدها دولة الاحتلال في كل تصعيد عسكري، قائلاً: "إسرائيل تتعمد قصف المدنيين في منازلهم، وفي أماكن الإيواء التي تطلب منهم نفسها الانتقال إليها، ثم تستهدفهم مجددًا هناك بلا رحمة".
المدنيون هدف مباشر
وأشار نعمان توفيق إلى أن معظم الشهداء في غزة هم من المدنيين، وليس من عناصر المقاومة أو الفصائل المسلحة، مؤكدًا أن إسرائيل تضرب بعرض الحائط كل القواعد الإنسانية والأخلاقية في الحروب، وتستخدم قوتها العسكرية في قصف الأحياء السكنية المكتظة، والمراكز الصحية والتعليمية، ما يفاقم من حجم الكارثة الإنسانية.
وأضاف نعمان توفيق: "نحن أمام حالة واضحة من الإبادة، وليست مجرد عملية عسكرية محدودة. هناك نية مبيتة لتدمير كل مقومات الحياة في غزة، وتهجير السكان أو قتلهم تحت ذرائع أمنية زائفة".
المساعدات الإنسانية وسيلة إذلال
وتحدث نعمان توفيق عن ممارسات مهينة ترتكبها إسرائيل فيما يخص توزيع المساعدات الإنسانية، مستشهدًا بما يعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، التي وصفها بأنها "لا تحمل من اسمها شيئًا"، مؤكدًا أن المساعدات باتت تُستخدم كأداة عسكرية وليست إنسانية.
وقال نعمان توفيق: "تُجبر هذه المؤسسة المدنيين الفلسطينيين على السير لمسافات طويلة في ظروف قاسية، تحت أشعة الشمس، وبدون وسائل نقل، فقط ليصلوا إلى نقاط توزيع محدودة ومزدحمة، وحين يصلون إليها، يتعرضون لقصف مباشر تحت ذريعة استهداف عناصر مسلحة".
وأوضح نعمان توفيق أن هذا السلوك الممنهج يهدف لإذلال الشعب الفلسطيني والنيل من كرامته قبل أن يستهدف حياته، مشددًا على أن تلك التصرفات لا تندرج تحت العمل الإنساني بأي شكل من الأشكال، بل هي انتهاك فجّ للقانون الدولي الإنساني.
دعوات لمحاسبة إسرائيل دوليًا
وفي ختام حديثه، شدد نعمان توفيق على أهمية تحرك المجتمع الدولي لمحاسبة إسرائيل على جرائمها في غزة، مطالبًا بتشكيل لجنة تحقيق دولية لتوثيق تلك الجرائم وتقديم المسؤولين عنها للمحاكم الدولية، مؤكدًا أن السكوت على هذه الجرائم يهدد مستقبل العدالة الدولية ومصداقية المنظومة القانونية العالمية.
