قمة شرم الشيخ تجمع ترامب وستارمر في أول زيارة لهما إلى مصر
شهدت مدينة شرم الشيخ، اليوم الإثنين، انطلاق فعاليات قمة شرم الشيخ للسلام، بمشاركة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، في أول زيارة رسمية لهما إلى مصر، والتي جاءت بهدف حضور مراسم التوقيع الرسمي على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسط حضور العديد من القادة والزعماء من مختلف أنحاء العالم.
وتأتي القمة برئاسة مشتركة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، في لحظة فارقة من عمر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، تسعى من خلالها القوى الدولية إلى تثبيت التهدئة، ودفع خطوات إعادة الإعمار، وتفعيل خطة شاملة لإدارة ما بعد الحرب في غزة.
ترامب: استجبت لدعوة الرئيس السيسي
وخلال كلمته، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه لبى دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لحضور مراسم التوقيع على الاتفاق، مشيرًا إلى أن ما يجري في شرم الشيخ يمثل انطلاقة فعلية لتنفيذ المرحلة الأولى من خطته الخاصة بقطاع غزة، والتي تشمل تبادل الرهائن الإسرائيليين مقابل الإفراج عن عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين.
فيما أكد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر القمة بأنها "نقطة تحول تاريخية"، مشددًا على دعم بلاده الكامل لعملية مراقبة وقف إطلاق النار، وتشكيل حكومة انتقالية في غزة بإشراف دولي. ووفقًا لمصادر في داونينغ ستريت، من المتوقع أن يشيد ستارمر بشكل خاص بالرئيس ترامب، والدور الدبلوماسي البارز لكل من مصر، وقطر، وتركيا في التوصل إلى هذا الاتفاق.
قمة شرم الشيخ للسلام
وكانت رئاسة الجمهورية قد أعلنت، مساء السبت الماضي، أن مدينة شرم الشيخ ستستضيف قمة دولية رفيعة المستوى تحت عنوان "قمة شرم الشيخ للسلام"، برئاسة مشتركة بين الرئيسين عبد الفتاح السيسي ودونالد ترامب، بهدف إنهاء الحرب في قطاع غزة، ووضع أسس دائمة للسلام.
ويشارك في القمة عدد من القادة البارزين، أبرزهم:
- الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
- العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني
- الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
- المستشار الألماني فريدريش ميرتس
- العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة
- رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف
- الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش
- رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا
- رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز
- رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني
وبحسب مصادر مطلعة، فإن جدول أعمال القمة بدأ بلقاء ثنائي بين الرئيسين السيسي وترامب، تبعته صورة جماعية للقادة المشاركين، ثم كلمات افتتاحية للرئيسين، على أن تستكمل الفعاليات بجلسات مغلقة ولقاءات ثنائية بين بعض القادة والزعماء.
وتناقش القمة عددًا من القضايا الحيوية، على رأسها ضمان تنفيذ وقف إطلاق النار بشكل دائم بين إسرائيل وحركة حماس، وتبادل الرهائن والمحتجزين، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بالإضافة إلى بدء ترتيبات للحكم الانتقالي داخل القطاع بإشراف دولي وإقليمي.
غياب إسرائيل وحماس
رغم أهمية القمة، غابت كل من إسرائيل وحركة حماس عن طاولة الحضور، وبحسب تقارير إسرائيلية، فإن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لم يتم دعوته رسميًا لحضور القمة، وسط اعتراضات عربية ودولية على مشاركته.
من جانبها، أكدت حركة حماس، على لسان عضو مكتبها السياسي حسام بدران، أنها لن تشارك في مراسم توقيع الاتفاق، موضحة أن العملية ستُدار عبر الوسطاء الدوليين، دون مشاركة مباشرة من الحركة.
موقف فرنسا وألمانيا والأمم المتحدة
أعلن قصر الإليزيه أن الرئيس ماكرون سيُجري خلال القمة مشاورات موسعة حول تنفيذ خطة ترامب، مع التأكيد على تمسك بلاده بحل الدولتين كسبيل لتحقيق سلام دائم، أما المستشار الألماني فريدريش ميرتس، فأكد دعم برلين الكامل لخطة السلام، مع التركيز على البعد الإنساني وحماية التهدئة.
كما أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مشاركته في القمة، على أن يعود إلى نيويورك يوم الأربعاء لمتابعة تنفيذ الاتفاق من مقر المنظمة الدولية.
حضور الرئيس الإيراني لقمة شرم الشيخ
وفي ظل الترقب الإقليمي، أفادت مصادر دبلوماسية أن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان تلقى دعوة رسمية لحضور القمة، إلا أن مشاركته لم تُؤكد حتى اللحظة، في ظل توجس من موقف طهران تجاه الاتفاق الذي رعته الولايات المتحدة بالتعاون مع مصر، وبدور داعم من قطر وتركيا.
