ما مصير العلاقات الفرنسية الأمريكية في الولاية الجديدة لترامب؟

تولى الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب اليوم الاثنين 20 يناير 2025 رسميا منصبه كرئيس للولايات المتحدة، ليبدأ ولاية جديدة في السلطة، ومع عودته إلى البيت الأبيض، أصبح من الواضح أن الرئيس الأمريكي سيواصل فرض سياساته، مما يطرح تساؤلات حول كيفية تأثير ذلك على العلاقات الدولية، وخصوصاً على علاقات الولايات المتحدة مع أوروبا، فكيف يمكن للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن يتعامل مع هذا الوضع الجديد ويحافظ على مصالح الاتحاد الأوروبي في مواجهة تحديات سياسية واقتصادية؟.
مصير علاقات أمريكا وفرنسا بعد عودة ترامب
لا يُعتبر غياب إيمانويل ماكرون عن حضور حفل تنصيب دونالد ترامب حدثا غير تقليدي، إذ يشير المقربون من الرئاسة الفرنسية إلى أنه ليس من المعتاد دعوة رؤساء الدول إلى هذه المراسم، إلا أن الأمر يكتسب أهمية عند النظر في الأشخاص الذين تمت دعوتهم، فقد تم دعوة شخصيات مثل جورجيا ميلوني من إيطاليا وفيكتور أوربان من المجر، وهما من القادة الذين يعتبرهم ترامب حلفاء مقربين.
ويطرح هذا الاختيار تساؤلات حول نوايا الرئيس الأمريكي في سياق العلاقات الدولية، خاصة فيما يتعلق بتوحيد المواقف الأوروبية في مواجهة السياسات الأمريكية. حسبما ذكرت إذاعة فرنسا الدولية
التحديات الأوروبية
وسيواجه ماكرون في علاقاته مع ترامب العديد من التحديات، تتمثل في المحافظة على وحدة الاتحاد الأوروبي في ظل السياسة الأمريكية التي تسعى إلى تقسيم الأوروبيين واستمالتهم لصالح مصالح محدودة، مما يبرز دور ماكرون كقائد يسعى إلى تجنب الانقسامات بين الدول الأوروبية، فقد نجح سابقا في تعزيز مكانته في المجلس الأوروبي منذ عام 2017، ويظل لاعبا مهما رغم الصعوبات الداخلية التي واجهها
العلاقة بين ماكرون وترامب
على الرغم من وجود اختلافات سياسية بينهما، أسس إيمانويل ماكرون ودونالد ترامب علاقة شخصية وثيقة خلال الولاية الأولى للرئيس الأمريكي، وفور فوزه بولاية ثانية في نوفمبر 2024، أعرب ماكرون عن تهانيه لترامب ودعاه إلى فرنسا لحضور افتتاح كاتدرائية نوتردام في ديسمبر 2024، وكان هذا الحدث بمثابة أول زيارة دولية له بعد فوزه، وفيه التقى أيضا بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وهو ما يعكس التوجه الفرنسي نحو معالجة قضايا حاسمة مثل الحرب في أوكرانيا
ويعتبر الرئيس الفرنسي أن الوقت قد حان أكثر من أي وقت مضى لكي تتخذ أوروبا مصيرها بيدها في ظل التغيرات الجيوسياسية التي تسببت بها عودة ترامب إلى السلطة، مما يعكس رغبة فرنسا في تعزيز استقلالية أوروبا في مجالات مثل الدفاع، والسياسة التجارية، والاقتصاد
الرهانات الأساسية في العلاقة مع ترامب
يولي ماكرون أهمية كبيرة للحفاظ على وحدة أوروبا في الدفاع عن مصالحها أمام سياسات ترامب على الصعيدين الاقتصادي والتجاري، إذ يسعى إلى تعزيز التعاون بين الدول الأوروبية وتقوية تحالفاتها مع شركاء آخرين لتحقيق أهداف مشتركة
كما يرى ماكرون أن القضايا الكبرى مثل الحرب في أوكرانيا والسياسة التجارية توفر فرصة هامة لفرنسا وللاتحاد الأوروبي لإظهار قدرتهم على التأثير بشكل فعال في الساحة العالمية
ورغم أن علاقة إيمانويل ماكرون بدونالد ترامب تظل محفوفة بالتحديات، إلا أن الرئيس الفرنسي يدرك تماما أهمية دور الاتحاد الأوروبي في مواجهة السياسات الأمريكية، وسيواصل سعيه لتحقيق مزيد من الاستقلالية لأوروبا والعمل على توحيد مواقفها في مواجهة التحديات العالمية، مما يجعل علاقته بـ ترامب واحدة من أهم ملفات السياسة الخارجية الفرنسية في السنوات القادمة.