عملة ترامب الرقمية تصبح واحدة من أكثر العملات قيمة في العالم
أصبحت العملة الرقمية التي أطلقتها، مؤخرًا، عائلة الرئيس الامريكي دونالد ترامب، $Trump، واحدة من أكثر العملات المشفرة قيمة في العالم، مما أثار جدلاً واسع النطاق.
وفقا لتقرير صحيفة نيويورك تايمز، ففي غضون يومين فقط من إطلاقها، جمعت العملة الرقمية قيمة تداول إجمالية بلغت ما يقرب من 13 مليار دولار، مع تنفيذ صفقات مذهلة بقيمة 29 مليار دولار.
ومع ذلك، بينما يشيد بها المؤيدون باعتبارها علامة على تبني العملات المشفرة المتزايد، يحذر المنتقدون من عدم استقرار السوق المحتمل، وصراعات المصالح، والمخاطر المالية.
جنون عملة ميم Memecoin: منجم ذهب مضاربي؟
على عكس العملات الرقمية الراسخة مثل البيتكوين - Bitcoin، يتم تصنيف $Trump على أنه عملة ميم memecoin، وهي عملة مشفرة غالبًا ما ترتبط باتجاهات الإنترنت أو تأييد المشاهير بدلاً من القيمة الجوهرية.
ولا يزال خبراء الاقتصاد ومحللو السوق متشككين، ويجادلون بأن مثل هذه الأصول المضاربية تساهم في تقلب النظام المالي.
في السياق، أعرب لي رينرز، الخبير الاقتصادي السابق في بنك الاحتياطي الفيدرالي، عن مخاوفه العميقة بشأن آثار مثل هذه العملة.
وقال رينرز: "إذا أراد الناس المقامرة، فأنا لا أهتم حقًا. ما يهمني هو عندما تنفجر فقاعة التشفير هذه - وسوف تنفجر - فسوف تؤثر على الناس في جميع أنحاء الاقتصاد، حتى لو لم يكن لديهم استثمار مباشر في التشفير".
وبدا هذا التشكيك مبررًا عندما انخفضت قيمة ترامب من 64 دولارًا إلى 41 دولارًا في غضون ساعات فقط لترتفع لاحقًا.
مكسب محتمل لعائلة ترامب
وتوضح "نيويورك تايمز" أنه خلاف الظهور المتفجر في السوق، فإن المخاطر المالية لدونالد ترامب نفسه مذهلة، حيث تسيطر الكيانات التابعة لترامب على ما يقدر بنحو 800 مليون رمز، والتي - إذا تم تقييمها بأسعار الذروة - يمكن أن تبلغ قيمتها 51 مليار دولار.
كما أطلقت عائلة ترامب عملة مشفرة ثانية، $Melania، سميت على اسم السيدة الأولى السابقة ميلانيا ترامب، مما أدى إلى توسيع إمبراطوريتهم المشفرة بشكل أكبر، وهو ما اعتبرته نيويورك تايمز "إضافة للجنون".
أخلاقيات مشاريع التشفير الرئاسية
أثار إطلاق $Trump مخاوف جدية بشأن الأخلاق والرقابة التنظيمية، ونظرًا لعودة ترامب إلى البيت الأبيض، فإن المشروع يثير تساؤلات حول تضارب المصالح وما إذا كانت مساعي الرئيس المنتخب في مجال التشفير يمكن أن تؤثر على القرارات التنظيمية.
وكشف محلل التشفير كونور جروجان من Coinbase أن فريق ترامب قد كسب بالفعل ما يقدر بنحو 58 مليون دولار في رسوم التداول - حتى بدون بيع ممتلكاته الخاصة.
وتابع جروجان أن هناك أيضًا مؤشرات على أن بعض الرموز يتم نقلها إلى Bybit، وهي منصة تداول خارجية غير مرخصة للعمل في الولايات المتحدة.
وقد أثارت هذه الخطوة ردود فعل عنيفة من داخل مجتمع التشفير نفسه. فقد رفض مستثمر البيتكوين إريك فورهيس عملة memecoin باعتبارها "غبية ومحرجة"، في حين وصفها أحد مقدمي البرامج الصوتية المشهورين في مجال التشفير بأنها "استيلاء مجاني على الأموال" يمكن أن يضر بالمتداولين عديمي الخبرة.
التداعيات السياسية ومستقبل صناعة التشفير
على الرغم من الجدل، كان موقف إدارة ترامب بشأن العملات المشفرة مؤيدًا بشكل ملحوظ، على النقيض من القمع التنظيمي في عهد الرئيس بايدن.
وتعهد ترامب بتحويل الولايات المتحدة إلى "عاصمة التشفير على هذا الكوكب"، واتخذت إدارته خطوات ملموسة لتخفيف القيود التنظيمية، بما في ذلك تعيين مسؤولين مؤيدين للعملات المشفرة في مناصب تنظيمية رئيسية.
ففي حفل Crypto Ball، وهو حدث رفيع المستوى للاحتفال بتنصيب ترامب، قال المستثمر التكنولوجي ديفيد ساكس، الذي يشرف الآن على سياسة التشفير للإدارة: "انتهى عهد الإرهاب ضد التشفير، وبدأت للتو بداية الابتكار في أمريكا للعملات المشفرة".
إرث يهدده المخاطر أوالمكافآت
إن تورط عائلة ترامب المتزايد في العملات المشفرة هو شهادة على النفوذ السياسي والاقتصادي المتزايد للصناعة. ومع ذلك، وكما أظهر التاريخ، فإن memecoins غير مستقرة بطبيعتها، وفقا ل نيويورك تايمز.
في حين أن المستثمرين الأوائل والمطلعين على استعداد لكسب ثروات، فإن المتداولين العاديين يخاطرون بخسائر كبيرة عندما يتلاشى الضجيج حتمًا. كما قال ترامب نفسه: "هذه كلها استثمارات تتم فقط لأننا فزنا بالانتخابات".
وتختتم الصحيفة التقرير بالقول: "سنرى ما إذا كان $Trump سيثبت أنه نجاح مالي طويل الأجل أم فقاعة مضاربة".
