خالد أبو بكر: سياسة مصر الخارجية في عهد السيسي تُدار بحكمة وهدوء

أكد المحامي الدولي والإعلامي خالد أبو بكر أن السياسة المصرية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي تُدار بحكمة وهدوء يستحقان التقدير، مشيرًا إلى أن ما وصلت إليه مصر اليوم من مكانة إقليمية ودولية لم يأتِ صدفة، بل جاء نتيجة سنوات من العمل الدبلوماسي المنظم والرؤية الواضحة التي انتهجتها القيادة السياسية في التعامل مع مختلف الملفات الدولية.
وقال أبو بكر، خلال تقديمه برنامج "آخر النهار" على قناة النهار، إن مصر استطاعت أن تعود إلى موقعها الطبيعي بين الدول الكبرى، بعد فترة من العزلة السياسية التي أعقبت ثورة 30 يونيو، موضحًا أن المجتمع الدولي كان في ذلك الوقت ينظر إلى الدولة المصرية بتحفظ، وأن بعض الدول لم تكن تعترف بشرعية القيادة الجديدة.
من العزلة إلى الريادة
واسترجع أبو بكر مشهد عام 2014، عندما رافق الرئيس عبد الفتاح السيسي في أولى زياراته إلى الأمم المتحدة، مشيرًا إلى أن مصر في ذلك الوقت كانت تواجه تحديات كبيرة على مستوى العلاقات الخارجية، وكانت خارج الاتحاد الأفريقي، وتعاني من تجميد مؤقت في كثير من المحافل الدولية.
وأوضح أن الصورة تغيّرت تمامًا اليوم، حيث باتت مصر نقطة التقاء مهمة في المنطقة، ومركزًا لصناعة القرار السياسي والأمني في الشرق الأوسط ،واستشهد أبو بكر باجتماعات شرم الشيخ الأخيرة، التي استضافت رؤساء أجهزة استخبارات ومبعوثين دوليين رفيعي المستوى لمناقشة ملفات معقدة، من بينها مبادرة ترامب الخاصة بالمنطقة، مشيرًا إلى أن مجرد انعقاد تلك الاجتماعات على الأراضي المصرية يعكس ثقة المجتمع الدولي في الدور المصري.
سياسة الهدوء والانضباط
وأضاف خالد أبو بكر أن الرئيس السيسي اختار منذ توليه الحكم نهجًا يقوم على الهدوء والاتزان في المواقف، وتجنّب الردود الانفعالية أو الدخول في مواجهات لفظية مع بعض رؤساء الدول، مؤكدًا أن هذا الأسلوب عزز صورة مصر كدولة عاقلة لا تسعى للصدام، بل تسعى لحل الأزمات بالحكمة والحنكة السياسية ،
وقال: "السياسة التي يتبعها الرئيس السيسي أثبتت أن القيادة القوية لا تحتاج إلى الصخب لتفرض وجودها، بل إلى ثقة وثبات في الموقف، وهو ما جعل العالم يحترم مصر ويحسب لها حسابًا في كل القضايا الإقليمية والدولية."
ثمار الدبلوماسية الهادئة تظهر في احترام العالم لمصر
وشدد أبو بكر على أن ما تحققه مصر اليوم من حضور قوي في القضايا الإقليمية من غزة إلى ليبيا والسودان هو نتيجة مباشرة لتلك السياسة المتزنة، التي أعادت للدولة المصرية وزنها التاريخي في محيطها العربي والأفريقي.
وأشار إلى أن العالم أصبح ينظر إلى القاهرة باعتبارها نقطة توازن واستقرار، تمتلك القدرة على التواصل مع جميع الأطراف دون انحياز أو تصعيد، مضيفًا أن هذه المكانة لم تكن لتتحقق لولا الرؤية الصبورة التي انتهجتها القيادة المصرية منذ عام 2014 وحتى اليوم.