اللهم إنا نستغفرك لما تبنا منه ثم عدنا إليه.. دعاء مؤثر للاستغفار من الذنوب
نشر الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، دعاءً مؤثرًا للاستغفار والتوبة، يحمل معاني التضرع والخشوع إلى الله سبحانه وتعالى.
وجاء في نص الدعاء:
"اللهم إنا نستغفرك لما تبنا منه ثم عدنا إليه، ونستغفرك لما وعدناك من أنفسنا وأخلفناك، ونستغفرك لما أردنا به وجهك فخالطه ما ليس لك، ونستغفرك للنعم التي أنعمت بها علينا فتقوينا بها على معصيتك، ونستغفرك لكل ذنب أذنبناه، أو معصية ارتكبناها، ونستغفرك يا عالم الغيب والشهادة من كل ذنب آتيناه في ضياء النهار وسواد الليل، في ملأ أو خلاء، وسر وعلانية، يا حليم."
معاني الدعاء وأثره في حياة المسلم
يحمل هذا الدعاء معاني الاستغفار الصادق والتوبة النصوح، حيث يتضرع فيه العبد إلى الله طالبًا المغفرة عن الذنوب التي ارتكبها، سواء بوعي أو دون قصد، في السر أو العلن. كما يشمل الدعاء استغفارًا عن العودة إلى الذنب بعد التوبة، وعن التقصير في الوفاء بالعهود، وحتى عن النعم التي استُغلت في غير طاعة الله.
ويُذكر أن الدكتور علي جمعة دائمًا ما يشارك عبر منصاته الرسمية أدعية وأذكارًا دينية تهدف إلى تذكير المسلمين بأهمية الاستغفار والرجوع إلى الله، لما له من أثر عظيم في تطهير القلب ورفع الدرجات.
أهمية الاستغفار في الإسلام
الاستغفار من أعظم العبادات التي حثّ عليها الإسلام، إذ قال الله تعالى في كتابه الكريم:
"وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ" [المزمل: 20].
كما ورد عن النبي محمد ﷺ أنه كان يستغفر الله في اليوم أكثر من سبعين مرة، رغم أنه المعصوم من الذنوب، مما يدل على مكانة الاستغفار وأثره في حياة المسلم.
ويعد الاستغفار مفتاحًا للرزق والفرج وتيسير الأمور، حيث قال الله تعالى في كتابه العزيز:
"فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا" [نوح: 10-12].
فوائد المداومة على الاستغفار
الاستغفار ليس مجرد كلمات تردد، بل هو عبادة تحمل معاني التوبة الصادقة والندم على الذنب، ومن فوائده:
-مغفرة الذنوب: قال رسول الله ﷺ: "من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجًا، ومن كل هم فرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب."
-جلب الرزق والبركة: كما ورد في سورة نوح، فإن الاستغفار يجلب الخير والرزق الوفير.
-إزالة الهموم والغموم: الاستغفار سبب لراحة القلب وطمأنينة النفس.
-رفع الدرجات في الآخرة: فقد قال النبي ﷺ: "طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارًا كثيرًا."
كيف يكون الاستغفار فعالًا؟
لكي يكون الاستغفار فعالًا ومؤثرًا في حياة المسلم، يجب أن يكون نابعًا من القلب بصدق وخشوع، مع الإقلاع عن الذنب والعزم على عدم العودة إليه. كما يُفضل الاستغفار بالأدعية المأثورة عن النبي ﷺ، مثل:
"أستغفر الله العظيم وأتوب إليه."
"اللهم اغفر لي ذنوبي، وخطاياي، وجهلي، وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني."
"سيد الاستغفار": "اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت."
إن الاستغفار سلاح المؤمن في كل الأوقات، خاصة عند مواجهة المحن والشدائد. وقد أوصانا النبي ﷺ بالإكثار منه لما له من أثر عظيم في حياة الإنسان، فهو يجلب الرزق، وييسر الأمور، ويشرح الصدر، ويمحو الذنوب.
