عاجل

بعد رحيل رمضان.. هل تستمر على طريق الله أم تنسى؟.. علي جمعة يوضح

د.علي جمعة
د.علي جمعة

مع انتهاء شهر رمضان المبارك، يطرح الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عبر صفحته على فيسبوك، تساؤلًا مهمًا: هل سنحافظ على روح رمضان بعد انقضائه، أم أننا سنعود إلى ما كنا عليه قبله؟
يؤكد أن رمضان مدرسة ربانية، تزرع في القلب الإيمان، والذكر، والتفكر، والتصديق، والتشويق، وينبغي على المسلم أن يستمر في طريق الطاعة حتى بعد انقضاء هذا الشهر المبارك.

العبادة بعد رمضان.. اختبار الاستمرارية

يوضح الدكتور علي جمعة أن العبادة ليست موسمية، بل هي منهج حياة، وما شهر رمضان إلا محطة تزود فيها النفس بالإيمان والتقوى، فالسعيد من خرج من رمضان بقلب جديد، وروح متجددة، واستمر على طاعة الله طوال العام.

ويضيف أن الصلاة والذكر والتأمل كانت أسسًا لشهر رمضان، وهي كذلك أعمدة ثابتة في طريق العبودية، فمن أراد الاستمرار في طريق الله، فعليه أن يتمسك بها بعد رمضان.

الصلاة.. معيار لاستقامة العبد

يشير الدكتور علي جمعة إلى أن الصلاة هي المقياس الحقيقي لاستقامة العبد، مستشهدًا بقول الله تعالى:

﴿إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾

ويحذر من أن الصلاة إذا لم تنه صاحبها عن الفحشاء والمنكر، ففيها خلل ينبغي إصلاحه، داعيًا كل مسلم إلى مراجعة صلاته، والتأكد من أنه يؤديها بخشوع وتدبر، لا مجرد حركات روتينية.

أسرار مخفية.. حكمة إلهية تدفعك للاجتهاد

يتحدث الدكتور علي جمعة عن سنة إلهية في إخفاء بعض الأمور العظيمة، وذلك لحث العباد على المثابرة والاجتهاد في الطاعة، ومن هذه الأمور:

1. ليلة القدر

أخفاها الله في العشر الأواخر من رمضان، حتى يجتهد المسلم في العبادة طوال الشهر، ولا يتكاسل في غيرها من الليالي.

2. ساعة الإجابة يوم الجمعة

لم يُحدد وقتها بدقة، ليبقى المسلم ملازمًا للدعاء طوال اليوم، فربما يصادف هذه الساعة المباركة فيُستجاب له.

3. الاسم الأعظم لله

ورد في الكتاب والسنة أن لله اسمًا أعظم، إذا دُعي به أجاب، لكنه مخفي بين أسمائه الحسنى، حتى يدعو العبد بجميع أسمائه المباركة، فيزداد قربًا منه.

4. ولي الله في الناس

الله سبحانه وتعالى يخفي أولياءه بين عباده، فقد يكون الشخص الذي تراه عاديًا من أولياء الله، ولهذا يدعو الدكتور علي جمعة إلى التواضع وحسن التعامل مع الجميع، مستشهدًا بقول النبي ﷺ:
"لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقالُ حبّةٍ من خردلٍ من كِبر"

التواضع.. طريق الرفعة عند الله

يؤكد الدكتور علي جمعة أن التواضع هو أحد أبواب القرب من الله، وهو صفة الأنبياء والصالحين، فكلما ازداد العبد تواضعًا، رفعه الله في الدنيا والآخرة.

وينصح المسلم أن ينظر إلى نفسه دائمًا على أنه أقل الناس شأنًا وأحوجهم إلى رحمة الله، فهذا يجعله أكثر حرصًا على الطاعة، وأبعد عن الكِبر والعُجب.

الوداع الأخير لرمضان.. ماذا بعد؟

مع رحيل رمضان، نشعر جميعًا بحزن الفراق، لكن الحكمة ليست في الحزن على وداعه، بل في العمل بروحه طوال العام.
يختتم الدكتور علي جمعة حديثه بالدعاء:

"اللهم اجعل رمضان شاهدًا لنا لا علينا، وثبت قلوبنا على الإيمان، واجعلنا من عبادك الذين يذكرونك ويشكرونك ولا ينقلبون بعد رمضان".

تم نسخ الرابط