ناشط إيطالي أعلن إسلامه بعد اعتقاله ضمن أسطول الصمود العالمي

أعلن الناشط الإيطالي توماسو بورتولازي، في لحظة إنسانية نادرة ومؤثرة، إسلامه من داخل أحد سجون الاحتلال الإسرائيلي، بعد اعتقاله إثر مشاركته في "أسطول الصمود العالمي" المتجه إلى قطاع غزة، في محاولة لكسر الحصار المفروض على سكان القطاع.
وجاء إعلان بورتولازي الذي كان يعرف بين رفاقه بـ"تومي" ، بعد تجربة اعتقال قاسية، عاش فيها مشاهد الإيمان والصمود الجماعي من زملائه المسلمين الذين واصلوا أداء صلواتهم رغم التضييق والانتهاكات، وفقًا لموقع New Straits Times الماليزي.
مشهد استثنائي داخل الزنزانة
وانتشر مقطع فيديو للناشط الإيطالي لحظة خروجه من السجن، ظهر فيه بجانب أحد النشطاء الأتراك، الذي روى تفاصيل اللحظات التي سبقت اعتناق "تومي" الإسلام.

وقال الناشط التركي بتأثر: "في صلاة الفجر، اقتحمت قوات الاحتلال الزنازين، فوقف تومي بشجاعة في وجههم مدافعًا عنا، وجلس بجانبنا أثناء الصلاة، رغم أنه لم يكن مسلمًا آنذاك، وكنا نرفع أصواتنا لتصل صلواتنا إلى كل المعتقلين".
وفي الطريق إلى الزنزانة، دار بينهما حديث مؤثر، حيث عبر توماسو عن اهتمامه بالإسلام، رغم خلفيته الكاثوليكية، متسائلًا إن كان الله سيقبله بعد ماضيه ووشومه.
وتابع الناشط التركي حديثه: "قلت له إن الله رحيم، وإن باب التوبة مفتوح للجميع لم يتردد، ونطق بالشهادتين داخل سيارة السجن، احتضنه الجميع وسط دموع الفرح والمشاعر الجياشة".
وأوضح أن فرحة اللحظة لم تدم طويلًا، إذ نقلت سلطات الاحتلال بورتولازي إلى زنزانة انفرادية بعد انزعاجها من المشهد.
بدأ بدفع ثمن إسلامه
وقال الناشط التركي: "حينها قلت لنفسي: تومي بدأ بدفع ثمن إسلامه"، مشيرًا إلى أن الناشط الإيطالي تأثر بوضوح بـ"قوة الإيمان والتماسك لدى المسلمين"، وهو ما ألهمه لاتخاذ قراره داخل المعتقل.
تضامن عابر للحدود
كان بورتولازي من بين قرابة 50 ناشطًا أوروبيًا، بينهم إسبان وآيرلنديون، شاركوا في "أسطول الصمود العالمي" الذي أبحر من برشلونة مطلع سبتمبر، محملًا بمساعدات طبية وإنسانية لأهالي غزة.
وأكد منظمو الأسطول أن ما حدث يعكس "قوة التضامن الإنساني والإيمان العابر للجنسيات والحدود"، مشيرين إلى أن المعتقلين جسدوا مبادئ المقاومة السلمية والثبات.
وحتى اللحظة، لم تصدر الحكومة الإيطالية أو وسائل الإعلام المحلية بيانًا رسميًا حول الواقعة، إلا أن المشهد لقي تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل، ووصف بأنه "انتصار للروح على القضبان".