عاجل

تبنى الأمم بفضلهم.. علماء يوجهون رسالة في اليوم العالمي للمعلمين (خاص)

اليوم العالمي للمعلم
اليوم العالمي للمعلم

يحل اليوم الأحد، اليوم العالمي للمعلمين، حيث تعد مهنة التعليم هى مهنة الأنبياء فقد قال  رسول الله صلى الله عليه وسلم «إنَّ اللهَ لم يبعثْني مُعنِّتًا ، و لا مُتَعنِّتًا، و لكن بعثني مُعلِّمًا مُيَسِّرًا».

وفي ظل ما نشهده من ظاهرة عنف منذ بداية العام الدراسي الحالي، يضع علماء الدين روشتة شرعية لتجاوزها والقضاء عليها. 

الشيخ كرم فرج
الشيخ كرم فراج

توقير المعلم فريضة شرعية وأخلاقية 

أكد الشيخ كرم فراج، شيخ مسجد السيدة سكينة رضي الله عنها، أن مهنة التعليم في ميزان الشريعة الإسلامية ليست مجرد وظيفة أو وسيلة للرزق، بل هي رسالة ربانية سامية، وامتدادٌ لرسالة النبوة، مشيرًا إلى أن اليوم العالمي للمعلم، الذي يوافق الخامس من أكتوبر من كل عام، يمثل تجديدًا للعهد مع هذه الأمانة العظيمة، وتذكيرًا بسمو مكانة المعلّم الذي وصفه أمير الشعراء أحمد شوقي بقوله: "قم للمعلم وفّه التبجيلا... كاد المعلم أن يكون رسولا".

وقال الشيخ كرم  في تصريح خاص لـ «نيوز رووم» فرج إن المعلم وارث الأنبياء، وله منزلة جليلة في الدين الإسلامي لا تضاهيها منزلة بعد الأبوة، فهو الأب الروحي للأجيال، يزكي النفوس بالعلم، ويخرجها من ظلمات الجهل إلى نور اليقين.

وأضاف أن القرآن الكريم والسنة النبوية أكدا على رفعة مكانة العلم وأهله، مصداقًا لقوله تعالى: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) [المجادلة: 11].

وأشار إلى أن المعلّم نال شرفًا عظيمًا في السنة المطهرة، حيث جعل النبي صلى الله عليه وسلم العلم النافع من الأعمال الجارية بعد الموت، فقال: "إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له".

وأكد أن المعلّم هو صاحب الأجر الجاري في الدنيا والآخرة، فكل حرف يعلّمه وكل خير يبثه بين طلابه يُكتب له في ميزان حسناته ما دامت الأجيال تنتفع به.

توقير المعلّم في زمن التحديات

وحذر الشيخ كرم فراج من ظاهرة العنف الطلابي ضد المعلمين، التي بدأت تبرز في بعض المجتمعات، مؤكدًا أن الاعتداء على المعلم – لفظيًا أو جسديًا – هو اعتداء على حرمة العلم ذاته، وسلوك يتنافى مع كل قيم الدين والأخلاق.

وأضاف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ليس منا من لم يجلّ كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقه"، مبينًا أن الإساءة إلى المعلم هي جفاء لحق النبوة وتراجع خطير في منظومة القيم التربوية والأخلاقية.

واجب المجتمع تجاه المعلّم

ودعا إلى أن يشمل واجب المجتمع تجاه المعلّم ما يلي:

صيانة كرامة المعلم عبر تشريعات وآليات واضحة تحميه من أي إساءة أو عنف.

غرس أدب التوقير في نفوس الطلاب من خلال الأسرة والمدرسة معًا.

الدعم القانوني والاجتماعي لضمان بيئة عمل آمنة تحفظ للمعلم مكانته وهيبته.

وأكد أن المعلم هو باني الأمة وحارس وعيها، وأن صلاح المجتمعات مرهون بصلاحه وتقديره، داعيًا إلى جعل هذا اليوم مناسبة لتجديد العرفان لكل من أضاء بعلمه دروب الأجيال.

خطوات عملية لتعزيز احترام المعلّم والحد من العنف المدرسي

وأوضح الشيخ كرم فراج أن مواجهة ظاهرة العنف ضد المعلمين تتطلب تعاون الأسرة والمؤسسة التعليمية والمجتمع بأسره، من خلال ما يلي:

أولًا: دور الأسرة والمجتمع

غرس قيمة حرمة العلم في نفوس الأبناء منذ الصغر، وتذكيرهم بأن المعلم هو وارث الأنبياء في تبليغ الخير.

تربية الأبناء على أدب السلف الصالح في توقير العلماء، مستشهدًا بقول الإمام الشافعي: "كنتُ أتصفح الورقة بين يدي مالك تصفحًا رفيقًا؛ هيبةً له."

دعم موقف المدرسة، وعدم التقليل من شأن المعلّم أمام الأبناء، بل التعاون معه بروح الاحترام والتقدير.

ثانيًا: دور المؤسسة التعليمية

سنّ تشريعات رادعة تجرّم الاعتداء على المعلمين لفظيًا أو جسديًا.

تدريب المعلّمين على إدارة النزاعات المدرسية بالحكمة والرفق.

تفعيل دور المرشد الطلابي النفسي والاجتماعي لمعالجة جذور العنف ودعم المعلمين نفسيًا.

تنظيم حملات توعوية مدرسية مستمرة تركز على مكانة المعلم في الدين والمجتمع.

وختم الشيخ كرم فراج تصريحه بالتأكيد على أن المعلم هو عماد النهضة وبذر الخير في الأمة، وأن واجب المجتمع والدولة معًا أن يردّا له الجميل بتقديرٍ يليق برسالته النبوية، فـ"من علّمني حرفًا صرت له عبدًا"، كما قال الحكماء.

الواعظة فاطمة موسى
الواعظة فاطمة موسى

رسالة المعلم وأجره في الإسلام

وفي تصريحات خاصة لـ «نيوز رووم»، قال الداعية فاطمة موسى الواعظة بالأزهر والأوقاف، إن المعلم في ثغر عظيم وهو تعليم الأولاد، ليس مادة علمية وحسب بل على الأخلاق الحميدة والمنهج القويم، ولا يكون المعلم معلمًا بحق إلا إذا اتسم باللين والرفق وهذا هو منهج الرسول فى توجيه أمته، فقد قال تعالى:«وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ».

واقعة فقأ عين تلميذ بالدقهلية.. لهذا احذر الغلظة في التقويم

وأشارت إلى أن مهنة التدريس من المهن حقيقة الشاقة التي تتطلب من المعلم مجاهدة ومصابرة لأنه يوجه فكر ويغير سلوك، ولكن عندما ينسى المعلم الهدف الأسمى من مهنته وأنه من ورثة الأنبياء وأن المهنة تتطلب مجاهدة ومصابرة لتوجيه الطلبة قد يتحول المعلم من معلم حقيقي ذو رسالة سامية لموجه قاسٍ وغليظ، وقد يؤذي بعض الطلبة أذى نفسي أو يؤثر  على الطلبة تأثير سلبيًا في أخلاقهم وقد يصل الأمر لإيذاء جسدي، كما حدث في واقعة الطالب الذي أصيب في عينه بسبب قسوة معلمة وانعدام ضميرها ولو نظرت لهذا الطالب على أنه ابن من أبنائها لم تكن تفعل ما فعلت.

رسالة في اليوم العالمي للمعلمين

ووجهت رسالة لكل معلم ومعلمة، قائلة: «أعلم أن الحمل ثقيل وأن الظروف المحيطة قد تكون قاسية وليست ممهدة بالقدر المطلوب للمعلم، ولكن -والله كلمة سأسأل عليها أمام الله-، إن المثوبة على قدر المشقة وكلما زاد الإخلاص كلما كان الجزاء ولن تنهض هذه الأمة إلا بأولادها وشبابها ولو صلح المعلم لصلح طلابه وصلحت الأمة جمعاء.  

صلاح الطالب 

واختتم بالقول: «مهما صعبت الظروف فاجعلوا ثواب الله لكم هو أكبر تحفيز وإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا ويكفيكم قول رسول الله (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرَضِينَ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ)». 

الواعظة ميرفت عزت 
الواعظة ميرفت عزت 

يوما للوفاء وغرس القيم ورد الجميل

فيما قالت الواعظة بالأوقاف ميرفت عزت، إنه يتعين على الأسرة جعله يوما للوفاء وغرس القيم ورد الجميل، خاصة وأن المعلم له فضل كبير علينا،  يقول الحق سبحانه وتعالى «قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ»، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من لم يرحمْ صغيرَنا ، ويُوَقِّرْ كبيرَنا».

وتابعت في تصريحات خاصة لـ «نيوز رووم»: «لازم نحترم كل معلم حتى لو علمنا حرفا واحدا، فمن علمني حرفا صنت له عهدا»، مضيفة:  المعلم سبب من أسباب تحقيق حلمي، بما يعطيني من العلم، وعلينا السماع لهم واحترامهم، وأنا أجعل كرامته من كرامتي، فالله عزوجل يرفع الذين أوتو العلم درجات.

وشددت الواعظة بالأوقاف في يوم المعلم: «لابد من الهيبة، وهو تاج فوق الرءوس، وإذا زرعنا في قلوب الطلبة معنى الاحترام سنحقق رسالة الإسلام التي أعلت من شأن مكارم الأخلاق وأرست لقيم المحبة والاحترام، فالمعلم يعطيني من وقته ومجهوده وعلمه».

ونبهت إلى أن ظاهرة العنف تجاه المعلم مرجعها البيت، فيجب على الأبوين تعليم الأبناء احترام المعلم، وتوقيره ككبير وليس التعامل معه بما يحدث من تهريج، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول:  «إنما بعثت معلما» وهي أعظم شهادة لهذه المهنة.

وشددت على أن توقير الكبير وهو صاحب فضل ورسالة، فإذا فقد الاحترام لن يكون هناك أمان، ويسود الاستهتار، كما أن المعلم هو رب كرب الأسرة وأب ومربي، يعلمني التعايش والمعاملة والأخلاق، وكرامة المعلم من كرامة المجتمع، فهل علينا عدم احترام الأب؟!، مؤكدة: لابد من احترامه وتوقيره ونلتزم بإرشاداته ونصيحته، وأن نقابله بكل كلمة طيبة، فهو من يعلمنا بإخلاص وحب وسنسأل عن العلم ضمن الأربعة التي يسأل عنها الإنسان يوم القيامة.

لماذا الـ 5 من أكتوبر هو اليوم العالمي للمعلمين؟ 

ينظم اليوم العالمي للمعلمين سنوياً بتاريخ 5 أكتوبر منذ عام 1994، لإحياء ذكرى توقيع توصية اليونسكو ومنظمة العمل الدولية لعام 1966 بشأن أوضاع المدرسين. وتضع هذه التوصية مؤشرات مرجعية تتعلق بحقوق ومسؤوليات المعلمين، ومعايير إعدادهم الأولي وتدريبهم اللاحق، وحشدهم، وتوظيفهم، وظروف التعليم والتعلم. أما توصية اليونسكو بشأن أوضاع هيئات التدريس في التعليم العالي فقد اُعتمدت في عام 1997 لتكمِّل توصية عام 1966 فيما يخص أوضاع هيئات التدريس والبحوث في التعليم العالي.

كما أن اليوم العالمي للمعلمين فرصة للاحتفال بالإنجازات والنظر في طرق كفيلة بمواجهة التحديات المتبقيّة، وذلك من أجل تعزيز مهنة التدريس.

وجدير بالذكر أنه يجري تنظيم اليوم العالمي للمعلمين بالشراكة مع منظمة العمل الدولية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة والاتحاد الدولي للمعلمين.

 "تدعو اليونسكو ومنظمة العمل الدولية واليونيسف والاتحاد الدولي للمعلمين، في اليوم العالمي للمعلمين لهذا العام، الحكومات والشركاء والمجتمع الدولي إلى الالتزام جماعياً بضمان الاعتراف بالتعاون كقاعدة أساسية في مهنة التدريس، لأن التعاون الفعال على جميع المستويات هو السبيل والوحيد لإقامة أنظمة تعليمية شاملة للجميع ومنصفة وقادرة على الصمود في جميع أرجاء العالم."

احتفالات عام 2025 بـ اليوم الدولي للمعلم 

يؤدي المعلمون دوراً حيوياً في النظام التعليمي وفي الدفع بعجلة التعلم والإدماج والابتكار في المدارس والمجتمعات. ولكن يعمل العديد منهم من دون وجود هياكل تعاونية تدعم أساليبهم التربوية أو قدراتهم أو مهنيتهم أو رفاههم. ولا تزال هذه المهنة في العديد من النظم تعاني من العزلة والهياكل المفككة والفرص المحدودة لبناء شبكات مع أقرانهم والمرشدين والمسؤولين عن المدارس، مما يؤثر في جودة التعليم واستبقاء المعلمين في هذا المجال.

سوف تركز احتفالات هذا العالم باليوم العالمي للمعلمين على موضوع "إعادة صياغة مهنة التدريس باعتبارها مهنة تعاونية"، مسلطة الضوء على قدرة التعاون على إحداث تحول بالنسبة إلى المعلمين والمدارس والنظم التعليمية. إنَّ إعادة صياغة التعليم باعتباره تعاونياً بطبيعته، ومدعوماً بالسياسات والممارسات والبيئات التي تقدِّر الدعم المتبادل ومشاركة الخبرات وتحمل المسؤوليات المشتركة، لهي أمر ضروري من أجل تعزيز مهنة التعليم والتعلم وتحقيق الازدهار المهني للمعلمين.

تم نسخ الرابط