العنف المدرسي تجاه المعلم.. واعظة بالأوقاف تكشف أسبابه وروشته لعلاجه (خاص)

مع بداية العام الدراسي الجديد تتنامى ظاهرة العنف المدرسي تجاه المعلم فما هي أسبابها وسبل علاجها وذلك بالتزامن مع الوقت الذي يحتفل فيه العالم سنويًا باليوم العالمي للمعلم في الخامس من أكتوبر من كل عام، والذي يوافق يوم غد الأحد.
تقول الواعظة بوزارة الأوقاف منال المسلاوي؛ إن العملية التعلمية من أسمى وأرقى المهن فهى مهنة الأنبياء والرسل، ولا يمكن لأى دولة مهما كانت امكانياتها أن تستغنى عن المعلم، ولا يمكن لأحد أن ينكر دور المعلم في تنشئة الأجيال ورقى الأمم ونهضتها.
وأشارت في تصريحات خاصة لـ نيوز رووم: لولا المعلم وقيامه بدوره بإخلاص على الوجه الأكمل ما كانت المهن الأخرى الطب والصيدلة والهندسة وغيرها، فكيف يصبح هؤلاء في مهنتهم دون وجود من يعلمهم؛ فللمعلم مكانة كبيرة ومنزلة عالية.
قال أمير الشعراء أحمد شوقي فى مدحه للمعلم:
قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا
أَعَلِمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي يَبني وَيُنشِئُ أَنفُساً وَعُقولا.
آداب التعامل مع المعلم
وأوضحت الواعظة بوزارة الأوقاف أو هناك آداب يجب أن يتحلى بها طالب العلم تجاه معلمه، ومنها: الجلوس أمامه بتواضع وأدب، وألا يرفع صوته في وجود معلمه، وأن يوقره ويحترمه وأن ينصت له، وأن يعمل بنصيحته وألا يشق عليه في الأسئلة التي لا فائدة من ورائها وأن يتأدب في سؤاله وژن يرفق بحاله وألا يتجرأ عليه بالقول أو الفعل أو ينتقده، وأن يدعو له ويشكر له صنيع فعله معه، فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله.
وشددت: المعلم كالوالد يعلم ويوجه باللين والود والرحمة؛ وقد تضطره الظروف لاستخدام الشدة والعنف وكل هذا من حرصه على مصلحة الطالب، لذلك فإنه يجب على الطالب أن يكون مهذبًا ومطيعًا في تلقي الأوامر والتعليمات من معلمه.
فقد كان الإمام الشافعي رحمه الله إذا جلس في مجلس الإمام مالك رحمه الله يقلب الأوراق برفق شديد حتى لا ينزعج معلمه الإمام مالك.
ونبهت أن ما نراه اليوم من تطاول بعض الطلبة على معلميهم شئ مخزي محزن لم يحدث من قبل في مجتمعنا وهو أمر تستنكره الشريعة الإسلامية التي أعلت من شأن المعلم فقد قال تعالى: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ).
أسباب العنف المدرسي تجاه المعلم
وأشارت إلى أنه من الأسباب التي أدت إلى تهاون الطلبة مع معلميهم: عدم تنشئتهم داخل الأسرة على التنشئة الإسلامية الصحيحة التي تحثهم على احترام الكبير وتوقيره، فقد امرنا نبينا الكريم بذلك فقال (ﷺ) "ليس منَّا مَنْ لم يُجِلَّ كبيرَنا ، ويرحمْ صغيرَنا ! ويَعْرِفْ لعالِمِنا حقَّهُ".
من الأسباب أيضًا أن يكون العنف من سمات وسلوك الطالب في بيته مع أسرته وعدم وجود أى من أفراد الأسرة ليرده عن ذلك السلوك ويوجهه التوجيه السليم، وقد يكون ذلك لفقدان القدوة داخل الأسرة التي يقتدي بها الطالب ويتعلم منها الأخلاقيات الحميدة والتي تنهاه عن الأخلاق السيئة.
. تباهي بعض الطلبة بما يفعلوه من مواقف سخيفة مع معلميهم دون توبيخ من أحد على فعلتهم الشنعاء تجاه معلميهم مما يجعلهم يتمادون في سخافاتهم، بالإضافة إلى تهاون المعلم في حقه او طيبته الزائدة عن اللزوم التي تقلل من هيبته أمام الطلبة او تضعف من شخصيته.
ومهما تعددت الأسباب فهذا الأمر مرفوض فقديمًا قالوا الأدب فضلوه عن العلم، وكان من أقوال سيدنا عمر "رضي الله عنه": (تأدَّبوا ثم تعلَّموا).
علاج العنف المدرسي تجاه المعلم
ولمعالجة هذا الأمر يجب: . أن يكون للأسرة دور كبير في توجيه الأبناء نحو الأخلاقيات الطيبة للقيم والإيجابية، وأن يغرسوا في نفوس الأبناء قيمة المعلم وأهميته.
. بالإضافة إلى أن يكون أول درس في العام الدراسي لجميع المراحل عن آداب العالم والمتعلم وأهمية المعلم في حياة الطالب.
.عرض الطالب الذي يتسم بالعنف في تصرفاته على استشاري نفسي للوقوف على الأسباب التي تؤدي به إلى ذلك وتوجيهه التوجيه السليم.
. عمل ندوات دينية باستمرار المدارس والنوادي ومراكز الشباب للتوعية بالأخلاقيات الحميدة والقيم الإيجابية والتحذير من العنف وخطورته.