OpenAI توسّع نفوذها في الذكاء الاصطناعي عبر استحواذ جديد

استحوذت شركة OpenAI على تطبيق Roi المتخصص في تقديم خدمات الاستثمار الشخصي المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وذلك بعد يوم واحد فقط من تجاوزها شركة SpaceX لتصبح الشركة الخاصة الأعلى قيمة في العالم.
التطبيق يتيح للمستخدمين إدارة محافظهم المالية عبر منصة موحدة، ويقدم استشارات استثمارية مخصصة من خلال روبوت دردشة ذكي.
ورغم عدم الكشف عن تفاصيل الصفقة، أفادت تقارير صحفية أن مؤسس التطبيق ومديره التنفيذي، سوجيث فيشواجيث، سيكون العضو الوحيد الذي سينضم إلى فريق OpenAI بعد الاستحواذ.
هذه الخطوة تشير إلى توجه جديد لـ OpenAI نحو توسيع نطاق استخدامات الذكاء الاصطناعي في مجالات تتجاوز الإجابات العامة، لتشمل تقديم مساعدات شخصية استباقية، وهو ما يتماشى مع رؤيتها التي كشفت عنها مؤخراً في مدونة تعريفية حول مشروعها الجديد "Pulse".
وتأتي صفقة الاستحواذ على Roi ضمن سلسلة من التحركات الاستراتيجية التي قامت بها OpenAI خلال العام الجاري، حيث استحوذت في مايو على شركة "io" المتخصصة في تطوير أجهزة الذكاء الاصطناعي، والتي أسسها المصمم السابق في شركة أبل، جوني آيف، مقابل 6.5 مليار دولار.
وفي سبتمبر، عززت OpenAI قدراتها في اختبار المنتجات من خلال شراء شركة "Statsig" مقابل 1.1 مليار دولار.
تؤكد هذه الصفقات المتتالية أن OpenAI تسعى إلى بناء منظومة متكاملة تدعم تطوير تطبيقاتها الذكية، وعلى رأسها ChatGPT، عبر دمج تقنيات متقدمة في مجالات الأجهزة، تحليل البيانات، والتخصيص التفاعلي، مما يعكس طموح الشركة في إعادة تشكيل مستقبل المساعدات الرقمية.
……
تُعد شركة OpenAI واحدة من أبرز المؤسسات العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي، وقد تأسست في ديسمبر 2015 كمختبر بحثي غير ربحي على يد مجموعة من رواد التكنولوجيا، من بينهم إيلون ماسك وسام ألتمان، بهدف تطوير ذكاء اصطناعي آمن يخدم البشرية.
لاحقاً، تحولت OpenAI إلى شركة ذات طابع ربحي محدود، لتتمكن من جذب الاستثمارات اللازمة لتوسيع أبحاثها وتطوير منتجاتها.
تتمثل رؤية OpenAI في بناء أنظمة ذكاء اصطناعي عامة (AGI) تتسم بالكفاءة والموثوقية، وتُستخدم بشكل مسؤول، وقد برزت الشركة عالمياً بعد إطلاق نموذج ChatGPT، وهو روبوت محادثة يعتمد على تقنيات التعلم العميق ومعالجة اللغة الطبيعية، ويُعد من أكثر التطبيقات انتشاراً في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي.
سلسلة نماذج GPT
تُعرف OpenAI بتطويرها لسلسلة نماذج GPT (Generative Pre-trained Transformer)، التي أحدثت ثورة في طريقة تفاعل البشر مع الآلات، حيث يمكن لهذه النماذج كتابة النصوص، ترجمة اللغات، توليد الأكواد، والإجابة على الأسئلة المعقدة بدقة عالية، كما أطلقت الشركة أدوات أخرى مثل DALL·E لتوليد الصور من النصوص، وCodex لكتابة الأكواد البرمجية.
في السنوات الأخيرة، دخلت OpenAI في شراكات استراتيجية مع شركات كبرى مثل مايكروسوفت، التي استثمرت مليارات الدولارات في دعم البنية التحتية السحابية لـ OpenAI، ودمج تقنياتها في منتجات مثل Microsoft Copilot وAzure.
ورغم نجاحاتها، تواجه OpenAI تحديات تتعلق بالشفافية، أخلاقيات الاستخدام، وتنظيم الذكاء الاصطناعي على المستوى العالمي.
ومع ذلك، تواصل الشركة توسيع نطاق تطبيقاتها لتشمل التعليم، الصحة، الأمن السيبراني، والتمويل، مما يعكس طموحها في قيادة مستقبل الذكاء الاصطناعي وتشكيل علاقة جديدة بين الإنسان والتقنية.