OpenAI تواجه انتقادات واسعة بسبب أداة "Sora" للفيديو.. اعرف التفاصيل

منذ إعلان شركة OpenAI الأمريكية عن أداة الفيديو الجديدة "Sora" في ديسمبر الماضي، والعالم يعيش حالة من الجدل لم تهدأ حتى اليوم، الأداة التي وصفت بأنها طفرة في عالم الذكاء الاصطناعي، أثارت ضجة واسعة لأنها قادرة على إنتاج مقاطع فيديو عالية الجودة بدقة تحاكي الواقع، بما يجعلها تبدو وكأنها من تصوير كاميرا سينمائية متطورة.

لكن بين الانبهار بالإمكانات التقنية والمخاوف من انهيار منظومة الإبداع التقليدي وحقوق الملكية الفكرية، أصبح "Sora" موضوع نقاش عالمي لا يتوقف، لتطرح معه أسئلة صعبة هل نحن أمام ثورة ستغير وجه الإعلام والسينما إلى الأبد؟ أم أننا أمام بداية تهديد خطير لمصداقية المحتوى وحقوق المبدعين؟
قدرات تقنية تثير الدهشة
أداة "Sora" لا تشبه أي برنامج ذكاء اصطناعي تقليدي لإنتاج الصور أو الفيديو، فبينما تركز الأدوات السابقة على مقاطع قصيرة أو صور متحركة بسيطة، تمكنت "Sora" من إنتاج سيناريوهات كاملة بمقاطع تتراوح بين ثوانٍ معدودة ومشاهد طويلة، وتتيح الأداة إمكانات واسعة:
- إنشاء فيديو عمودي مناسب لمواقع التواصل مثل "تيك توك" و"إنستجرام".
- إنتاج أفلام قصيرة تحاكي السينما.
- صناعة إعلانات دعائية كاملة بجودة احترافية.
- تطوير محتوى تعليمي مرئي أكثر جاذبية للطلاب.
هذه القدرات جعلت خبراء الإعلام يؤكدون أن "Sora" قد تكون بداية عصر جديد، حيث يمكن لأي شخص كتابة جملة نصية لتتحول إلى مشهد متكامل، دون الحاجة لكاميرات، أو إضاءة، أو حتى ممثلين.
ثورة تفتح الباب للمبدعين الهواة
يرى محللون أن أخطر ما تقدمه "Sora" ليس فقط قدرتها على محاكاة الواقع، بل إتاحتها أدوات صناعة الأفلام للجميع.
فلم يعد الإبداع حكرًا على شركات الإنتاج الكبرى أو أصحاب الميزانيات الضخمة.

أي مستخدم يمكنه اليوم تخيل مشهد ثم إدخاله نصيًا ليُنتج مقطع فيديو بجودة عالية. هذا يعني أن صناع محتوى يافعون أو هواة قد ينافسون مؤسسات عملاقة في صناعة الفيديو.
لكن مع هذه الفرصة، تطرح أيضًا تحديات أخلاقية ومهنية، إذ يخشى البعض أن تؤدي سهولة إنتاج الفيديوهات إلى فيض من المحتوى المضلل أو مقاطع مزيفة يصعب التفرقة بينها وبين الحقيقة.
أزمة البيانات المستخدمة في التدريب
من أبرز الانتقادات الموجهة لـ"OpenAI" أن الشركة لم تكشف بوضوح عن مصادر الفيديوهات التي تم استخدامها في تدريب "Sora".
فبحسب تصريحات الشركة، النظام اعتمد على مزيج من بيانات مرخصة وبيانات متاحة للعامة، دون تفاصيل دقيقة.
هذا الغموض أعاد للأذهان أزمة الذكاء الاصطناعي مع الصور والنصوص، حينما تم استخدام أعمال فنانين وكتاب من الإنترنت لتدريب النماذج دون إذن مسبق.

اليوم، يعتقد صناع محتوى ومصورون مستقلون أن مقاطعهم ربما استُغلت دون إذن، ما يفتح الباب أمام نزاعات قضائية ضخمة.
فلسفة التطوير عن طريق Sora
أحد قادة مشروع "Sora" صرح قائلاً: "تحتاج إلى استخدام كل البيانات بصيغها الأصلية كما هي موجودة"، مشيرًا إلى أن تنوع البيانات يزيد من قوة النظام، لكن هذه الكلمات لم تُهدئ المخاوف، بل أثارت قلقًا أكبر من أن شركات التكنولوجيا العملاقة تستغل أعمال المبدعين لتطوير أدوات قد تحل محلهم في المستقبل.
جدل قانوني يشتعل
القوانين الدولية لم تواكب بعد هذا التطور، فلا توجد تشريعات واضحة تحدد:
- هل يحق لشركات الذكاء الاصطناعي استخدام محتوى متاح على الإنترنت؟
- هل يعتبر ذلك انتهاكًا لحقوق الملكية الفكرية؟
ويحذر خبراء قانون من أن غياب القوانين سيؤدي إلى تصاعد النزاعات القضائية بين الشركات التكنولوجية والمنتجين الأصليين، وهو ما قد يعرقل مسيرة الابتكار.
مخاوف أخلاقية تتجاوز الملكية
الأزمة لا تتوقف عند حدود القانون، بل تتخطاها إلى اعتبارات أخلاقية خطيرة، فقد حذر خبراء من أن "Sora" قد تُستخدم في إنتاج مقاطع مضللة أو تزييف فيديوهات لأشخاص دون علمهم، بما يعرف بتقنية "التزييف العميق" (Deepfake).