عاجل

هل التوتر والقلق يزيدان من رائحة العرق؟ وما دور الغدد العرقية ؟

رائحة العرق
رائحة العرق

تُعد رائحة الجسم الكريهة والعرق من المشكلات الشائعة التي يعاني منها كثير من الأشخاص في حياتهم اليومية، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة أو ممارسة الأنشطة البدنية أو التعرض للضغط النفسي. 

وعلى الرغم من أن التعرق عملية طبيعية وضرورية لتنظيم حرارة الجسم، إلا أن تفاعل العرق مع البكتيريا الموجودة على سطح الجلد قد يؤدي إلى انبعاث روائح غير مرغوبة، خصوصًا في مناطق مثل الإبطين والعانة.

الغدد العرقية ودورها في الرائحة

يمتلك الجسم نوعين رئيسيين من الغدد العرقية، الغدد الفارزة والغدد المفترزة، الغدد الفارزة تنتشر في معظم أنحاء الجسم وتفرز عرقًا مائيًا عديم الرائحة، بينما توجد الغدد المفترزة في المناطق التي تحتوي على شعر كثيف، مثل تحت الإبطين، وتفرز سائلًا أكثر كثافة يتفاعل مع البكتيريا ليكوّن الرائحة الكريهة، وهذا التفاعل يزداد في حالات القلق والتوتر، حيث تنشط الغدد المفترزة بشكل أكبر.

متى تكون الرائحة مؤشرًا لمشكلة صحية؟

رغم أن رائحة الجسم تختلف من شخص لآخر، إلا أن التغير المفاجئ أو المفرط في الرائحة قد يكون مؤشرًا على وجود مشكلة صحية. 

ومن أبرز الحالات التي تستدعي زيارة الطبيب هي زيادة غير معتادة في الرائحة، ظهورها ليلًا دون سبب واضح، أو تأثيرها السلبي على الروتين اليومي، وقد تكون هذه الأعراض مرتبطة بأمراض مثل السكري، فرط نشاط الغدة الدرقية، أو العدوى الجلدية.

عند زيارة الطبيب، يتم أخذ التاريخ المرضي للمريض وإجراء فحص بدني شامل. في بعض الحالات، يُطلب تحليل دم أو بول لتحديد السبب الدقيق للرائحة. وقد يُحال المريض إلى طبيب مختص في الأمراض الجلدية إذا استدعت الحالة ذلك.

خيارات العلاج 

العلاج يبدأ غالبًا باستخدام مضادات التعرق ومزيلات الروائح، والتي لا تحتاج إلى وصفة طبية. تحتوي مضادات التعرق على مركبات الألومونيوم التي تغلق مؤقتًا مسام العرق، مما يقلل من كمية العرق المفرزة. أما مزيلات الروائح، فهي تعمل على تغيير حموضة الجلد وتقليل نشاط البكتيريا، بالإضافة إلى احتوائها على مواد عطرية تخفي الرائحة.

في الحالات الأكثر تعقيدًا، قد يصف الطبيب مركبات كلوريد الألومونيوم، والتي تُستخدم في السيطرة على فرط التعرق. ومع ذلك، قد تسبب هذه المركبات تهيجًا أو احمرارًا في الجلد، لذا يُنصح بغسل المنطقة فورًا في حال ظهور أي أعراض جانبية.

نصائح لتقليل الرائحة

يمكن لبعض التغييرات في نمط الحياة أن تساعد في تقليل رائحة الجسم الكريهة، منها:

- الاستحمام اليومي باستخدام صابون مضاد للبكتيريا.
- ارتداء ملابس مصنوعة من أقمشة طبيعية مثل القطن والصوف، والتي تسمح للجلد بالتنفس.
- استخدام أقمشة صناعية عند ممارسة الرياضة لتقليل الرطوبة.
- ممارسة تمارين الاسترخاء مثل اليوجا والتأمل للحد من التوتر.
- تقليل تناول الكافيين والأطعمة الحارة التي تزيد من إفراز العرق.

رائحة الجسم الكريهة ليست مجرد مشكلة جمالية، بل قد تكون مؤشرًا لحالة صحية تتطلب تدخلًا طبيًا. ومع اتباع النصائح الوقائية والعلاجية، يمكن السيطرة على هذه الظاهرة وتحسين جودة الحياة اليومية.

تم نسخ الرابط