ذكرى نصر أكتوبر.. ملحمة عسكرية خالدة صنعت مجد الوطن

52 عامًا تمر على ذكرى أعظم الانتصارات في تاريخ العسكرية المصرية العريقة، ذكرى حرب السادس من أكتوبر 1973 أو التي تسمى أيضا بـ «ذكرى أكتوبر»، التي وقف أمامها التاريخ العسكري طويلًا بالفحص والدراسة، كما وعد بطل الحرب والسلام وصاحب قرار العبور العظيم، الرئيس الراحل محمد أنور السادات، في خطاب النصر.
حرب السادس من أكتوبر كانت لحظة فارقة، تمكنت فيها القوات المسلحة المصرية من اقتحام مانع قناة السويس الصعب، واجتياح خط بارليف المنيع، وإقامة رؤوس جسور على الضفة الشرقية للقناة، بعد أن أفقدت العدو توازنه في ست ساعات فقط.
حرب أكتوبر وصفت بالمعجزة العسكرية
وُصفت الحرب بالمعجزة العسكرية، خاضتها مصر وقواتها المسلحة من أجل استرداد الأرض ورد الكرامة، ويتذكر خلالها جيل بعد جيل التضحيات التي بذلها رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فهانت عليهم أرواحهم ولم تهن مكانة الوطن في قلوبهم، فسطّروا أروع صور البطولة والفداء، ونسفوا الأساطير قبل أن ينسفوا خط بارليف، وأكدوا أن بإمكانهم قهر المستحيل، مستندين إلى شجاعة القرار، ودقة الإعداد والتخطيط، وبسالة الأداء والتنفيذ.
بعد هزيمة 1967، لملمت مصر أحزانها، وقادت حرب استنزاف ضد العدو الذي استولى على شبه جزيرة سيناء بالكامل، ورفع أعلامه على الضفة الشرقية لقناة السويس، ومن هناك بدأت في وضع خطة النصر على كافة المستويات العسكرية، من الاستنزاف إلى الخداع، وصولًا إلى مفاجأة الحرب التي غيّرت العديد من المفاهيم والأفكار السياسية والاستراتيجية والعسكرية، ليس في الشرق الأوسط فحسب، بل امتدت آثارها إلى العالم كله.
ورغم مرور 52 عامًا على النصر، ما زالت نتائج الحرب سياسيًا تتعمق يومًا بعد يوم، على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، وتنعكس على مكانة مصر وقدرة قواتها المسلحة، حيث أكدت الحرب استحالة فرض سياسة الأمر الواقع، واستحالة إجبار شعوب المنطقة، وأثبتت أن الأمن الحقيقي لا يتحقق بالتوسع الجغرافي على حساب الآخرين.
ضرورة إيجاد حل للصراع العربي الإسرائيلي
ونتيجة لذلك، تنبّه العالم إلى ضرورة إيجاد حل للصراع العربي-الإسرائيلي، وكان من أبرز نتائج الحرب رفع شعار «المفاوضات وليس السلاح»، كما عززت حرب أكتوبر من مفهوم الأمن القومي العربي، وأعلت من قيمة التضامن العربي في مواجهة الأخطار الاستراتيجية التي تهدد الوجود، ليتوج ذلك الجهد بنصر عسكري كبير، ويمهّد لعملية سلام تجني المنطقة والعالم ثمارها حتى اليوم.
وانتهى التقرير بتقديم التحية والتقدير للجيل الذي عاصر الحرب وحارب فيها بكل قوة وثبات، قائلا: «فتحية إلى جيل أكتوبر العظيم، الذي حقق النصر ورفع راية الوطن على ترابه المقدس، وأعاد للعسكرية المصرية الكبرياء والشموخ، وسلامًا إلى أرواح الشهداء الأبرار، الذين رووا بدمائهم الذكية أرض مصر الطاهرة».
وشدد التقرير على أن ذكرى نصر أكتوبر سيظل عيدًا لكل المصريين، تخليدًا لقوة إرادتهم، وكفاءة قواتهم المسلحة، وقدراتها القتالية المتميزة، التي سطرت ملحمة وطنية خالدة في حفظ تراب هذا الوطن وحماية حدوده.