في ذكرى نصر أكتوبر المجيد.. ما هي أقسام الشهداء وأحكامهم الشرعية؟

تحتفل مصر بذكرى نصر أكتوبر المجيد لعام 1973، على العدو الإسرائيلي، وفي هذه المناسبة يتساءل الكثيرون عن أقسام الشهداء ومعنى الشهادة وأنواعها وفق الحديث النبوي الشريف.
ذكرى نصر أكتوبر.. من هم الشهداء؟
أكدت دار الإفتاء أن الحديث النبوي الشريف الذي يقول: «الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ: المَطعُونُ، والمَبطُونُ، والغَرِيقُ، وصاحب الهدم، والشَّهِيد في سبيل الله» يشير إلى مفهوم الشهادة الحكمية، أي الشهادة التي يُثاب صاحبها في الآخرة دون أن تُطبق عليه أحكام الشهادة في الدنيا من حيث عدم الغسل أو الصلاة عليه.
وقالت الدار في بيان رسمي لها، إن المقصود بالشهادة في الحديث ليس مقتصرًا على القتل في المعارك أو في سبيل الله، بل يشمل أنواعًا من الموت التي تصيب الإنسان في ظروف صعبة ومؤلمة، والتي فضل الله تعالى من مات بها بأن يُعطى أجر الشهيد في الآخرة. وأشارت إلى أن العلماء أجمعوا على أن هذه الأنواع الخمسة (المبطون، المطعون، الغريق، صاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله) تُعتبر شهادة في الآخرة فقط، وأن من مات بها يُغسَّل ويُكفَّن ويُصلَّى عليه.
أقسام الشهداء وأحكامهم الشرعية
وأوضحت دار الإفتاء أن الشهداء على ثلاثة أقسام رئيسية:
شهيد الدنيا والآخرة: وهو الذي يُقتل في القتال المشروع في سبيل الله، مثل الحرب ضد البغاة أو القتال دفاعًا عن كلمة الله، ويعامل في الدنيا كشَهيد من حيث عدم الغسل والتكفين، ويحصل على أجره الكامل في الآخرة.
شهيد الدنيا فقط: ويشمل من قُتل في ظروف محدودة مثل من قاتل رياءً أو أُخذ منه جزء من الغنيمة قبل قسمتها، أو قُتل مدبرًا. هؤلاء لا يُغسَّلون ولا يُصلَّى عليهم، ويحصلون على جزء من أجر الشهيد في الآخرة.
شهيد الآخرة فقط (الشهادة الحكمية): مثل المبطون، والمطعون، والغريق، وصاحب الهدم، ومن مات بسبب طلق أو مرض شديد، وغيرهم من الحالات التي ذكرها العلماء. هؤلاء ينالون أجر الشهيد في الآخرة، لكن تُطبق عليهم أحكام الموت العادي في الدنيا، أي يُغسَّلون ويُكفَّنون ويُصلَّى عليهم، خلاف شهيد المعركة الذي تُترك عليه هذه الشعائر.
أجر الشهداء
وأكدت دار الإفتاء أن هذه الشهادة الحكمية جاءت تقديرًا لشدة الموت والألم الذي عانى منه صاحبها، وأشارت إلى أقوال كبار العلماء في هذا الشأن، مثل الإمام النووي، الذي ذكر أن أجر هؤلاء الشهداء يأتي بسبب "شدة الموت وكثرة الألم"، وشمس الدين الكرماني الذي أوضح أن لهم في الأجر "مثل ثواب الشهيد"، بينما أكد شيخ الإسلام زكريا الأنصاري أن الشهادة هنا تخص الآخرة فقط.
وختمت دار الإفتاء بيانها بالتأكيد على أن جميع الذين يُستثنون من القتال في سبيل الله ويقعون تحت هذه الأنواع الخمسة يُغسَّلون ويُكفَّنون ويُصلَّى عليهم، وأن هذه الشهادة ترفع درجتهم عند الله تعالى وتمنحهم أجر الشهداء في الآخرة، وهي دليل على رحمة الله وتقديره لمن يصبر على هذه الأنواع من المصائب والشدائد.