عاجل

نيوزويك: 5 دلائل على احتمال اندلاع حرب بين الولايات المتحدة وفنزويلا

السفينة الحربية الأمريكية
السفينة الحربية الأمريكية تيد ستيفنز في مناورة بخليج أمريكا

تكشف صور الأقمار الصناعية، وبيانات البنتاجون، وتقارير تتبع السفن عن طائرات شبحية، ومشاة البحرية، وسفن حربية متمركزة في جميع أنحاء بورتوريكو ومنطقة شرق البحر الكاريبي، مما يثير شبح تصعيد التوترات بين الولايات المتحدة وفنزويلا، حيث يرى البعض إنه قد يكون بمثابة الخطوات الأولى لمواجهة أوسع نطاقا.

واتهمت فنزويلا طائرات مقاتلة أمريكية بالعمل على بعد 46 ميلا فقط من ساحلها الشمالي، في الوقت الذي تتزايد فيه القوات الأمريكية في منطقة البحر الكاريبي في ما يراه كثيرون عرضا مباشرا للضغط العسكري على حكومة نيكولاس مادورو.

بحر الكاريبي

ويظهر انتشار القوات الأمريكية، مدى تركيز إدارة ترامب على مواجهة مادورو ومزاعم ارتباطه بالجريمة المنظمة، مع تأكيد الهيمنة العسكرية الأمريكية على دول أمريكا الجنوبية، حيث تُشكّل العمليات الواضحة- من المقاتلات الشبحية وسفن الهجوم البرمائية إلى طائرات النقل - رادعًا وتمهيدًا لأي تدخل محتمل، مما يُفاقم المخاطر الإقليمية.

في الوقت ذاته، يسعى المشرعون الأمريكيون إلى توضيح الأساس القانوني للضربات الأمريكية الأخيرة ضد قوارب المشتبه بهم في الكارتل، وهو ما يعكس القلق المحلي بشأن نطاق العمل العسكري والمدى الذي تستعد واشنطن للذهاب إليه.

5 دلائل على احتمال نشوب حرب 

وفي ضوء تلك التطورات، نشرت مجلة نيوزويك الأمريكية، 5 علامات رئيسية تشير إلى تزايد خطر الحرب بين الولايات المتحدة وفنزويلا:

الولايات المتحدة متهمة بـ "المضايقة العسكرية"

واتهم بيان مشترك أصدرته وزارتا الدفاع والخارجية في فنزويلا يوم الخميس طائرات مقاتلة أمريكية بالعمل على بعد 46 ميلا قبالة الساحل الشمالي للبلاد، داخل منطقة معلومات الطيران مايكيتيا.

وصفت كاراكاس الغارة الجوية بأنها "توغل غير قانوني" رصدته قيادة دفاعها الجوي، لكنها لم تحدد ما إذا كانت الطائرة مأهولة أو عددها، ووصفها وزير الدفاع الجنرال فلاديمير بادرينو بأنها تهديد "تجرأت الإمبريالية الأمريكية على تقريبه من الساحل الفنزويلي".

طائرات F-35B في بورتوريكو

وفي اليوم نفسه، نشرت شركة "ميزار فيجن"، وهي شركة استخبارات جوية مقرها الصين، صورة عالية الدقة التقطتها الأقمار الصناعية، أظهرت ما لا يقل عن 10 طائرات شبح من طراز "إف-35 بي" متوقفة في العراء في مطار خوسيه أبونتي دي لا توري في سيبها في بورتوريكو، والمعروف سابقًا باسم محطة روزفلت رودز البحرية.

و من المرجح أن استمرار ظهور مقاتلات الجيل الخامس المتقدمة التي تمتلكها الولايات المتحدة من الفضاء ليس مجرد مصادفة، بل هو إشارة عسكرية قوية موجهة إلى حكومة مادورو.

صور البنتاجون

يوم الخميس أيضًا، نشر البنتاجون الدفعة الأولى من الصور التي تُظهر وصول طائرات مشاة البحرية الأمريكية من طراز F-35B إلى سيبا في منتصف سبتمبر. 

وكان مهندسو القوات الجوية الأمريكية هذا الأسبوع يُرسون مدرجًا جديدًا في القاعدة العسكرية الأمريكية السابقة "دعمًا لمهمة القيادة الجنوبية الأمريكية، والعمليات التي تُشرف عليها وزارة الحرب، وأولويات الرئيس"، كما جاء في تعليق صورة أخرى.

وكشفت وزارة الدفاع الأمريكية أيضًا عن عمليات تسليم شحنات ليلية إلى أغواديلا في الشرق، نُفِّذت بواسطة طائرة نقل عسكرية واحدة على الأقل من طراز C-17 Globemaster III تابعة لسلاح الجو الأمريكي، وكانت مجلة نيوزويك قد أفادت سابقًا بوجود طائرات دعم في بورتوريكو، بما في ذلك طائرات نقل جوي وطائرات وقود.

وفي الأسبوع الماضي، تمكن مراقبو السفن من التقاط تحركات سفن حربية تابعة للبحرية الأمريكية في ميناء بونس في بورتوريكو، بما في ذلك المدمرة الأميركية من فئة أرلي بيرك يو إس إس تروكستون التي وصلت حديثا ، وسفينة النقل البرمائية يو إس إس سان أنطونيو ، وهي واحدة من ثلاث سفن كبيرة تحمل بحارة البحرية ومشاة البحرية على متنها.

وتؤدي زيادة القوات إلى منطقة البحر الكاريبي إلى زيادة الوجود البحري الأميركي إلى ما لا يقل عن أربع مدمرات، وطراد، وسفينة قتال ساحلية، ومجموعة هجوم برمائي مكونة من ثلاث سفن، بالإضافة إلى مكان تواجد الغواصة النووية السريعة الهجوم يو إس إس نيوبورت نيوز ، التي كانت في مهمة إلى المنطقة قبل أسابيع.

العمليات الخاصة الأمريكية في الكاريبي

في سياق منفصل هذا الأسبوع، أظهرت صورٌ التقطتها أقمار سنتينل-2 التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية سفينة عمليات خاصة أمريكية تتحرك في شرق البحر الكاريبي، شوهدت سفينة الشحن إم في أوشن تريدر ، التي حُوِّلت إلى سفينة دعم حربي خاصة قادرة على حمل أفراد من قوات النخبة البحرية، آخر مرة في ميناء سانت كروا في جزر فيرجن الأمريكية.

لا تزال مهمة ما يُسمى بـ"السفينة الشبح" غير واضحة، لكن صحيفة  واشنطن إكزامينر  أفادت يوم الخميس أن إدارة ترامب حشدت قوات كافية في المنطقة للسيطرة على بنية تحتية استراتيجية في فنزويلا، كميناء أو مطار. 

وفي غضون ذلك، ستجري فصيلة من قوات النخبة البحرية الأمريكية (SEALS) - تتألف عادةً من 16 فردًا - تدريبات مشتركة هذا الشهر مع حوالي 40 غواصًا تكتيكيًا أرجنتينيًا، وفقًا لما ذكره متحدث باسم القيادة الجنوبية الأمريكية لمجلة نيوزويك .

وفي مذكرة أُرسلت إلى الكونجرس الأسبوع الماضي، قال الرئيس دونالد ترامب إن الولايات المتحدة الآن في "صراع مسلح غير دولي" مع الكارتلات، التي صنّفها منظمات إرهابية، ويبدو أن هذا التصنيف الرسمي واللغة القانونية المتعمدة كانا مبررًا بعد وقوع الغارات الجوية الثلاث السابقة التي شنّها البنتاجون بطائرات مُسيّرة ضد قوارب يُشتبه بأنها تابعة للكارتلات، وقد يُنذران بمزيد من الإجراءات المماثلة.

وقال وزير الدفاع الفنزويلي، الجنرال فلاديمير بادرينو: "نراقبهم، أريدكم أن تعلموا، وأريدكم أن تعلموا أن هذا لا يُخيفنا، هذا لا يُخيف شعب فنزويلا، إن وجود هذه الطائرات التي تُحلق بالقرب من بحرنا الكاريبي هو فظاظة، واستفزاز، وتهديد لأمن الأمة، أُدين أمام العالم المضايقات العسكرية، والتهديد العسكري من قِبل الحكومة الأمريكية ضد شعب فنزويلا، الذي يسعى للسلام والعمل والسعادة".

أعلنت فنزويلا حالة الطوارئ، وعبأت قواتها المسلحة، وأصدرت تدابير استثنائية لحماية مؤسساتها الاستراتيجية وسط تصاعد التوترات. ودعا مادورو إلى تعبئة وطنية شاملة، مُصوّرًا المواجهة على أنها دفاع عن السيادة ضد العدوان الخارجي.

في غضون ذلك، يشير الحشد العسكري الأمريكي في منطقة البحر الكاريبي  الذي هو الأكبر منذ عقود إلى استعدادات تتجاوز الردع، حيث تتمركز القوات للتصعيد السريع إذا ما أُمر بذلك، ومع حالة التأهب القصوى التي يعيشها الجانبان، وتصاعد حدة الخطاب، ازداد خطر سوء التقدير أو المواجهة المفاجئة بشكل حاد.

تم نسخ الرابط