أخصائية تغذية تكشف أضرار وفوائد مادة «السكرالوز» (فيديو)

أكدت أخصائية التغذية، الدكتورة ديمة الكيلاني، أن للسكريات دورًا أساسيًا في إمداد الجسم بالطاقة، خاصة الدماغ الذي يعتمد بشكل رئيسي على الجلوكوز للقيام بوظائفه، محذرة من الإفراط في تناول السكريات البسيطة الموجودة في الحلويات والمشروبات المحلاة.
وأشارت إلى أن هذا النوع من السكريات يمنح شعورًا مؤقتًا بالمتعة والطاقة بدلاً من الشبع الحقيقي، مما يؤدي إلى زيادة الرغبة في تناول الطعام بسبب ارتفاع مستويات الإنسولين في الدم.
السكريات وارتباطها بالجوع
أوضحت الكيلاني، خلال مداخلة على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن تناول السكريات البسيطة يرفع مستويات الإنسولين بشكل مفاجئ، مما يؤدي إلى انخفاض سريع في مستوى السكر في الدم بعد فترة قصيرة، وهو ما يعزز الشعور بالجوع ويزيد من احتمالية الإفراط في الأكل.
وأشارت إلى أن هذه الدورة المتكررة بين ارتفاع السكر وانخفاضه تؤدي إلى استهلاك المزيد من السعرات الحرارية دون حاجة حقيقية.
بدلاً من السكريات البسيطة، دعت الكيلاني إلى الاعتماد على الكربوهيدرات المعقدة مثل الشوفان، البرغل، البطاطا، الذرة، والمعكرونة المصنوعة من الحبوب الكاملة، موضحه أن هذه الأطعمة تحتوي على نسبة عالية من الألياف التي تساهم في إبطاء عملية الهضم، مما يساعد على إطالة فترة الشعور بالشبع واستقرار مستويات السكر في الدم لفترة أطول.
الكربوهيدرات المعقد
وفيما يتعلق ببدائل السكر، كشفت الكيلاني عن وجود دراسات حديثة تشير إلى أن هذه البدائل قد تؤثر سلبًا على مراكز الشبع في الدماغ، مما يزيد من الشعور بالجوع على المدى الطويل.
وأوضحت أن الأشخاص الذين يعتمدون على بدائل السكر قد لا يشعرون بالرضا الكامل عند تناول الطعام، مما يدفعهم إلى استهلاك كميات أكبر من المنتجات الغذائية، خاصة تلك الغنية بالدهون والكربوهيدرات المكررة.
وأضافت أن المشكلة تكمن أيضًا في أن بدائل السكر تُستخدم عادة في منتجات تحتوي على سعرات حرارية مرتفعة نتيجة إضافة الدهون والنشويات لتحسين الطعم، مما يؤدي إلى استهلاك كميات أكبر من السعرات دون إدراك ذلك.
تحذير من بدائل السكر
أشارت الكيلاني إلى تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية لعام 2024، والذي حذر من أن استهلاك بدائل السكر قد يزيد من خطر الإصابة بالسمنة، ومرض السكري، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وقد يؤدي إلى الوفاة في بعض الحالات.
وأكدت أن الاعتماد المفرط على بدائل السكر كحل سريع لإنقاص الوزن أو تقليل السكر المضاف قد لا يكون الخيار الأمثل لتحقيق صحة مستدامة.
أكدت الكيلاني أن الحل الأمثل يكمن في تحقيق توازن غذائي يتضمن كميات محدودة من السكر الطبيعي ضمن نظام غذائي متكامل، دون اللجوء إلى الحرمان التام. وأوضحت أن الحرمان من السكريات قد يؤدي إلى زيادة الرغبة في تناولها لاحقًا، مما يجعل الحمية غير فعالة على المدى الطويل.

التحكم في نمط الغذاء
واختتمت الكيلاني نصائحها بضرورة التحكم في نمط الغذاء اليومي وتبني عادات صحية تعتمد على التوازن بين مختلف العناصر الغذائية، بدلًا من التركيز على بدائل مؤقتة مثل بدائل السكر. وشددت على أهمية تناول الوجبات المتوازنة التي تحتوي على البروتين، الكربوهيدرات المعقدة، والدهون الصحية، مما يضمن الشعور بالشبع وتحقيق الاستقرار الغذائي للجسم دون اللجوء إلى الإفراط في استهلاك السكريات.
تأتي هذه التحذيرات في إطار الجهود المستمرة لتوعية الأفراد بأهمية اتباع نظام غذائي متوازن ومستدام، وتجنب الوقوع في فخ الاستهلاك المفرط للسكريات أو الاعتماد غير المدروس على بدائلها، بما يعزز الصحة العامة ويحد من مخاطر السمنة وأمراض العصر.