ما حكم زواج الرجل من مطلقة أخيه .. وهل تعد من المحرمات؟

يُباح للأخ أن يتزوج من زوجة أخيه السابقة بعد انقضاء عدتها، ما دامت لا توجد موانع شرعية تمنع هذا الزواج، لأن زوجة الأخ لا تُعد محرَّمة عليه بعد الطلاق وانتهاء العدة.
تريثوا في اختيار شريك الحياة.. واعظة بالأوقاف: الزواج لا يقوم على الدين وحده
قالت الدكتورة فاطمة موسى، الواعظة بوزارة الأوقاف، إن الإسلام وضع ضوابط واضحة لاختيار شريك الحياة، وعلى رأسها الجانب الديني والخلقي، مؤكدة أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بقوله: “إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه”، كما حثّ على أن تُقدَّم ذات الدين في الاختيار للزوجة بقوله: “فاظفر بذات الدين تربت يداك”.
الزواج لا يقوم على الدين وحده
وأشارت موسى في تصريحات خاصة لـ”نيوز رووم”، إلى أن الاختيار لا يقتصر على الدين والخلق فقط، بل يشمل أيضًا التوافق بين الزوجين في الجانب المادي والاجتماعي، قائلة: “لا يصح أن تكون الفتاة اعتادت على مستوى معيشي معين ثم تُجبر على حياة أقل كثيرًا، مشيرة إلى أن تكون الفتاة لابد أيضا من إدراكها أن والديها وصلا إلى هذا المستوى بعد جهد وسنين طويلة”.
وأضافت أن الإنفاق شرط من شروط القوامة، مستشهدة بقول الله تعالى: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ﴾، موضحة أنه إذا كانت الفتاة في بيت والديها هناك من يقوم بخدمة بيتها، فعلى الزوج أن يوفر لها وسائل المساعدة كالخادمة
وتابعت: “النظر إلى البيئة المحيطة أمر مهم، مستشهدة بقول : خاطبوا الناس على قدر عقولهم، وأن ولما دخل المدينة لبس من لباسهم ليتوافق مع بيئتهم”، مشيرة إلى أن الإسلام دعا للتيسير في أمور الزواج، فقال النبي: “أعظم النكاح بركة أيسره مؤونة”، وهو ما يوازن بين الدين والمادية بلا إفراط ولا تفريط.
وفيما يخص الجانب العاطفي، أكدت موسى أن الزوج إذا أحب زوجته أكرمها، وإذا لم يحبها لم يُهنها، حتى وإن لم يكن هناك مودة وحب ، فالصحابية التي جاءت للنبي صلى الله عليه وسلم وقالت: “لا أعيب عليه خلقًا ولا دينًا، ولكني لا أطيقه”، أقرّ لها النبي بالخلع، وردّ إليها زوجها الحديقة التي أعطاها وطلّقها تطليقة واحدة.
قصة زواج النبي من حفصة:
تزوَّج النبي صلى الله عليه وسلم من السيدة حفصة في شعبان بعد أن حلَّت من عدتها، وذلك في سنة ثلاث من الهجرة [الطبقات الكبرى].
وقد كانت السيدة حفصة قد تأيَّمت بموت زوجها خُنيس بن خذافة السهمي بين بدر وأحد، وقد أشفق عليها أبوها عمر -رضي الله عنه- وقد صارت أيِّمًا [بلا زوج] في شبابها.
فدفعته عاطفة الأبوة إلى أن يطمئن عليها ويبحث لها عن زوج مناسب لها، فلم يجد خيرًا من صاحبيه أبي بكر وعثمان، يقول عمر -رضي الله عنه-: «أتيتُ عثمان بن عفان فعرضتُ عليه حفصة، فقال: سأنظر في أمري. فلبثت ليالي ثم لقيني فقال: قد بدا لي أن لا أتزوج يومي هذا» (رواه البخاري).
فما كان من عمر إلا أن انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكا إليه ما كان من عثمان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يتزوج حفصة من هو خير من عثمان، ويتزوج عثمان من هو خير من حفصة
التريث في اختيار شريك الحياة
واختتمت حديثها بالتأكيد على أن الزواج مؤسسة تقوم على الدين، والخلق، والتوافق الاجتماعي والمادي، داعية الشباب والفتيات إلى التريث في الاختيار، والاعتماد على المشورة والوضوح قبل الإقدام على هذه الخطوة المصيرية، مستشهدة بموقف النبي صلى الله عليه وسلم حين تقدّم لابنته فاطمة الزهراء عدد من كبار الصحابة كأبي بكر وعمر وعبد الرحمن بن عوف، لكنه لم يوافق، حتى زوّجها من علي بن أبي طالب رضي الله عنه، إيمانًا بالتكافؤ والتوافق الذي يحقق السعادة والاستقرار