حكم المداومة على قراءة سورتي السجدة والإنسان في الفجر.. الإفتاء تجيب

أكدت دار الإفتاء المصرية أن قراءة سورتي السجدة والإنسان في صلاة فجر يوم الجمعة هو سُنّة نبوية مؤكدة ثبتت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والمداومة عليها من السنن التي يستحب التزامها، مع جواز التخفيف والاقتصار على بعض الآيات عند الحاجة، دون حرج شرعي.
قراءة سورتي السجدة والإنسان في صلاة الفجر
وأوضحت الدار أن العمل بهذه السنة ورد في أحاديث صحيحة؛ منها ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم "كان يقرأ في الجمعة في صلاة الفجر: ﴿الٓمّ تَنزِيلُ﴾ السجدة و﴿هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ﴾"، وهو ما رواه البخاري ومسلم. وذكرت أن الإمام ابن دقيق العيد وغيره نصّوا على أن هذا الحديث دليل صريح على استحباب قراءة هاتين السورتين في هذا الموضع تحديدًا.
وأضافت الدار أن الفقهاء اختلفوا في مسألة المداومة على قراءة السورتين؛ فذهب الشافعية وجمع من الحنابلة والمحدثين إلى استحباب المداومة، باعتبارها سنة فعلية متكررة ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم، بينما رأى بعض الحنفية والحنابلة كراهة المداومة، واستحباب قراءتهما أحيانًا فقط، حتى لا يُظن وجوبهما.
أما المالكية، فأشاروا إلى كراهة تعمد قراءة آية السجدة في الفريضة، سواء مع المداومة أو من غيرها، لما قد يترتب عليه من زيادة سجود أو تركه، لكن نُقل عن بعض كبار فقهائهم، كابن بشير واللخمي، جواز ذلك، مستندين إلى فعل النبي صلى الله عليه وسلم، مع عمل كثير من أهل العلم في المدينة بذلك.
وفيما يخص الاقتصار على بعض السورة، بيّنت دار الإفتاء أن الأكمل والأفضل قراءة السورتين كاملتين، لكن إن اقتُصر على بعض الآيات، ولو آية السجدة فقط، تخفيفًا على الناس أو مراعاة لحالهم، فلا حرج في ذلك، بل هو جائز، ولا يُعد مخالفًا للسنة، وإن كان تركًا للأكمل.
واختتمت دار الإفتاء بيانها بأن القول المختار للفتوى هو استحباب قراءة سورتي السجدة والإنسان كاملتين في فجر الجمعة، والمداومة على ذلك قدر الاستطاعة، مع التأكيد على سعة الشريعة ومرونتها في مراعاة أحوال الناس وقدراتهم، فلا تثريب على من قرأ بعضًا منهما أو غيرهما من السور.