بسمة وهبة: الفراغ الرقمي يهدد هوية الشباب ويجعلهم عرضة للاستغلال

حذرت الإعلامية بسمة وهبة من تنامي مخاطر الفراغ الرقمي الذي يعيشه قطاع واسع من الشباب في ظل الاعتماد المفرط على التكنولوجيا وغياب البدائل الواقعية ، موضحة خلال تقديمها برنامج "90 دقيقة" عبر شاشة قناة المحور، أن هذا الفراغ قد يقود الشباب إلى عزلة وانفصال عن هويتهم الحقيقية، في ظل غياب الدعم الأسري والمؤسسي القادر على توجيههم.
وأكدت بسمة وهبة، أن كثيرًا من الأبناء يجدون أنفسهم أسرى لمؤثرين سلبيين على مواقع التواصل أو ألعاب إلكترونية مشبعة بالعنف، وهو ما يضعهم في دائرة الخطر النفسي والاجتماعي.
غياب الدعم الأسري والمؤسسي
وأشارت بسمة وهبة، إلى أن ضعف دور الأسرة والمؤسسات التعليمية والثقافية في احتواء الشباب وفتح قنوات للتواصل معهم يخلق فراغًا قاتلًا، يدفع بعضهم للانجراف وراء توجهات خطيرة ، مشيرة إلى أن الشعور بعدم الانتماء ونقص التشجيع يحفّز الشباب على اتخاذ مواقف عدائية تجاه محيطهم أو الانخراط في سلوكيات قد تدمر مستقبلهم.
استغلال الشباب في العنف والكراهية
وحذرت بسمة وهبة، من أن هناك مجاميع وجهات منظمة تتعمد استغلال هذا الفراغ لدى الشباب، عبر تمويل منصات ومحتوى يُغذّي مشاعر الغضب والتمرد ، موضحة أن هذه الأطراف قد تستخدم طاقات الشباب في نشر الكراهية أو هدم مؤسسات الدولة والمجتمع، وهو ما يشكل تهديدًا مباشرًا للأمن الاجتماعي والأجيال المقبلة.
الحاجة إلى بدائل إيجابية
وشددت بسمة وهبة، على أن مواجهة هذه الظاهرة تتطلب حلولًا عملية تتجاوز التنظير، مثل اكتشاف المواهب الحقيقية لدى الشباب ومنحهم منصات فعلية لعرضها ، مضيفة أهمية توفير بدائل جذابة تغنيهم عن الانغماس في الألعاب العنيفة أو متابعة المؤثرين السلبيين، وذلك من خلال الأنشطة الجماعية والممارسات الواقعية التي تبني الثقة وتدعم الهوية.
دور الأسرة والمجتمع
وقدمت بسمة وهبة، بعض الأمثلة البسيطة التي يمكن أن تبدأ من داخل المنزل، مثل سؤال الأبناء عن اهتماماتهم، وتشجيعهم على الرسم أو تقديم عروض مسرحية صغيرة، أو دفعهم للمشاركة في مهرجانات محلية للمواهب. واعتبرت أن هذه الخطوات، رغم بساطتها، تعكس اهتمامًا حقيقيًا وتُشعر الأبناء بقيمتهم وانتمائهم.
تحرك جماعي لمواجهة الخطر
وختمت حديثها بالدعوة إلى تحرك جماعي يجمع الأسرة والمؤسسات الإعلامية والثقافية والتعليمية، من أجل سد الفراغ الرقمي الذي يهدد الشباب ، موضحة أن دعمهم واحتوائهم هو الضمانة الحقيقية لحمايتهم من الاستغلال، لافتة إلى أن غياب هذا الدور يعني خسارة هوية جيل كامل قد يصبح تابعًا لقوى لا ترى فيه إلا وسيلة لتحقيق مصالحها.