وزير الخارجية: خطة ترامب بشأن غزة لديها العديد من الثغرات تتطلب معالجتها

أكد الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، أن مصر تدعم خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الهادفة إلى إنهاء الحرب في غزة، مشيرًا إلى أن الخطة تتطلب مناقشات أوسع حول آليات التنفيذ، خاصة فيما يتعلق بمسائل الحكم والترتيبات الأمنية داخل القطاع.
وفي تصريحات صحفية نقلتها "سكاي نيوز عربية" مساء اليوم الخميس، أوضح الدكتور بدر عبد العاطي أن هناك العديد من الثغرات التي ينبغي معالجتها ضمن الخطة، مؤكدًا أن تنفيذها ممكن في حال توفرت الإرادة السياسية، لكنه شدد على أن مشاركة كافة الأطراف المعنية أمر حاسم لإنجاح المبادرة.
وأشار الوزير إلى أن القاهرة تجري حاليًا محادثات حذرة مع حركة حماس لتقييم موقفها من المبادرة الأمريكية، في وقت تتواصل فيه الاتصالات الإقليمية والدولية لحشد الدعم لتنفيذ الخطة.
حماس ترفض الخطة: تسعى لإنهائنا
في السياق ذاته، كشفت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) أن وسطاء نقلوا رفضًا واضحًا لخطة ترامب من قبل رئيس الجناح العسكري لحماس في غزة عز الدين الحداد، والذي اعتبر أن خطة ترامب تمثل محاولة مبيتة للقضاء على الحركة سواء أبدت الموافقة أو الرفض، مؤكدًا تمسكه بخيار المقاومة المسلحة.
وتنص المبادرة الأمريكية، التي تضم 20 بندًا رئيسيًا، على نزع سلاح حركة حماس وإقصائها من أي دور سياسي مستقبلي في إدارة قطاع غزة، وهي شروط تعتبر مرفوضة من قبل قيادة الحركة في القطاع، التي ترى فيها خطوة تمهيدية لإضعافها وفرض تسوية غير متوازنة.
قيادات حماس في قطر: انفتاح مشروط
من جهة أخرى، أفادت مصادر بأن بعض قيادات حماس المقيمة في قطر أبدت انفتاحًا مبدئيًا تجاه التعاطي مع الخطة الأمريكية شريطة إدخال تعديلات جوهرية عليها، إلا أن محدودية سيطرتهم على ملف الرهائن داخل غزة تقلّص من قدرتهم على تقديم التزامات واضحة.
وتشير التقديرات إلى وجود 48 رهينة محتجزًا في القطاع، يعتقد أن نحو 20 فقط ما زالوا على قيد الحياة. وتشترط الخطة الأمريكية إطلاق سراح جميع الرهائن خلال أول 72 ساعة من وقف إطلاق النار، وهو ما تعتبره حماس تنازلًا مبكرًا عن ورقة ضغط رئيسية دون مقابل ملموس.
اعتراضات على التواجد الدولي والمنطقة العازلة
أبدى عز الدين الحداد، وفقًا للمصادر، اعتراضًا شديدًا على نشر قوة استقرار دولية مؤقتة في غزة، وهو أحد بنود الخطة التي ترى فيها حماس غطاءً جديدًا للسيطرة الخارجية على القطاع.
كما أثار اقتراح إنشاء "منطقة عازلة أمنية" على حدود غزة مع مصر وإسرائيل تحفظات كبيرة داخل الحركة، سواء من الناحية السياسية أو من حيث آليات التنفيذ، خصوصًا إذا ما شاركت إسرائيل في الإشراف عليها، وهو ما قد يعد شكلًا جديدًا من الاحتلال المباشر أو غير المباشر.