عاجل

«الإلحاد» خطر يهدد شباب الأمة.. كيفية يمكن تربية الأولاد على اليقين؟

الإلحاد
"الإلحاد"

قال الشيخ عصام الفقي، وهو من علماء الأزهر الشريف، إن ظاهرة الإلحاد تمثل "الخطر الداهم" الذي يهدد يقين شباب الأمة اليوم، مشيرا إلى قصة النبي إبراهيم -عليه السلام- في القرآن الكريم كنموذج مبكر لوعي الشباب وإيمانهم الراسخ.

بناء اليقين ومواجهة الشكوك

وأوضح الفقي خلال لقائه عبر قناة الشمس، أن القرآن الكريم استخدم كلمة "فتى" في قوله تعالى: "قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ"، وهي تحمل دلالة على أن هذا التوحيد العظيم وتحطيم الأصنام لم يحدث بعد سن الكهولة، بل كان في سن الشباب والفتوة التي هي سن القوة.

ونوه إلى أن السؤال المحوري اليوم هو: كيف للأب والأم أن يشبعوا اليقين في قلوب الأبناء والبنات منذ الصغر، بحيث يصبح لديهم "يقين في سلامة الدين" في مواجهة ما يتعرضون له حاليًا عبر السوشيال ميديا، من نقاشات وبوستات تهدف إلى بث الشك في ثوابت العقيدة.

 تأسيس هذا اليقين كان تأسيسًا إلهيًا في ذات إبراهيم

وأضاف أن تأسيس هذا اليقين كان تأسيسًا إلهيًا في ذات إبراهيم، مستشهدًا برفض إبراهيم بيع الأصنام في صغره وقوله لأمه: "من ربي؟"، وهو ما يدل على "اليقين والثبات في النفس".

وتابع شارحًا مشهد مجادلة إبراهيم لقومه حول عبادة النجوم والقمر والشمس، وكيف استخدم فكرة الأُفُول (الغياب) ليثبت لهم أنه لا يمكن أن يكون الإله كاملًا ثم يخفى أو يغيب عن مخلوقاته، قائلًا: "لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ".

وأكد أن إبراهيم في فتوته أراد أن ينتزع "شياطين الشك" من أذهان قومه ليأخذهم إلى اليقين بأن الله جل وعلا هو الخالق الواحد القهار.

الإيمان في مواجهة الأزمات النفسية

وأشار إلى أن ثبوت اليقين في قلب إبراهيم جعله يقول: "فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ"، داعيًا الشباب ليتأملوا هذا الإيمان، ومنوها إلى ضرورة تحصين الشباب الذين "يغريهم" حكم عقولهم أو رغبتهم في عيش أشكال مختلفة، أو ممن يتبنون فكرة أن الكون خُلق "عبثًا"، أو من يعانون من "الأزمات والصدامات والكلام النفسي" كالشعور بالظلم، والذي قد يدفعهم إلى التساؤل: "ربنا ما دافعش عني ليه؟".

وأوضح أن هذا اليقين يدفع الشاب لعدم الانجراف نحو اللادينية أو الاغترار بمتع الحياة دون التفكير في أن "للكون خالقه"، وأن الذي يجري الابتلاء والاختبار هو الله وحده القهار.

تم نسخ الرابط