أستاذ علوم سياسية: الاحتلال يريد السيطرة على 60% من الضفة (فيديو)

تطرق الدكتور راكان حسين، أستاذ العلوم السياسية، إلى الهجمات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، مؤكدًا أن هذه السياسات ليست بالأمر الجديد، بل تأتي امتدادًا لاستراتيجية توسعية تنتهجها الحكومات الإسرائيلية منذ عقود.
وخلال مداخلة مع الإعلامية فيروز مكي، ضمن برنامج "مطروح للنقاش" على قناة "القاهرة الإخبارية"، أشار حسين إلى أن الأردن، وعلى رأسها الملك عبدالله الثاني، سبق أن حذرت من تداعيات الحرب على غزة، معتبراً أن تلك التداعيات قد لا تقتصر على القطاع فحسب، بل قد تمتد لتشمل الضفة الغربية، ما يزيد الأوضاع توترًا وتعقيدًا.
نتنياهو واتفاق أوسلو
ويرى الدكتور راكان حسين أن سياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تنطلق من تجاهل اتفاق أوسلو، الذي كان يهدف إلى تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأوضح أن نتنياهو لطالما اعتبر هذا الاتفاق غير ملزم، مما يفسر توجهاته العدائية التي تسعى إلى السيطرة التامة على الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأضاف حسين أن الحكومة الإسرائيلية الحالية تتبنى خططًا توسعية تهدف إلى تقويض أي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، مشيرًا إلى أن هذا النهج يجعل تحقيق السلام بعيد المنال، خاصة مع استمرار سياسات الاستيطان وتهجير الفلسطينيين.
تقسيم الضفة الغربية
أوضح الدكتور حسين أن الضفة الغربية مقسمة، بموجب اتفاق أوسلو، إلى ثلاث مناطق رئيسية، وهي: "المنطقة أ وتمثل حوالي 21% وكانت خاضعة للسيطرة الفلسطينية الكاملة قبل عام 2000، المنطقة ب تمثل 18%، وتخضع لإدارة فلسطينية من حيث الشؤون المدنية، لكنها تحت السيطرة الإسرائيلية، المنطقة ج وهي الأكبر مساحة، حيث تمثل 60% من الضفة الغربية، وتضم معظم المستوطنات الإسرائيلية".
المستوطنات الإسرائيلية
وركز الدكتور راكان حسين على خطورة السياسات الإسرائيلية في المنطقة د، مشيرًا إلى أنها تمثل الهدف الرئيسي لخطط التوسع الإسرائيلي، مشددًا أن هذه المنطقة تضم غالبية المستوطنات، وتُعد الأكثر استهدافًا من قبل إسرائيل، التي تسعى للسيطرة عليها بشكل كامل.
وأشار إلى أن استمرار البناء الاستيطاني في هذه المنطقة يهدد بشكل مباشر حقوق الفلسطينيين في أراضيهم، ويزيد من تعقيد الوضع على الأرض، حيث يعيق أي فرصة حقيقية لتحقيق حل الدولتين الذي كان أساس اتفاق أوسلو.

تداعيات السياسات الإسرائيلية
وأوضح حسين أن السياسات الإسرائيلية الحالية تضع الفلسطينيين في مواجهة مستمرة مع الاحتلال، وهو ما يؤدي إلى تصاعد التوتر واندلاع مواجهات متكررة في الضفة الغربية وقطاع غزة. وأكد أن هذه المواجهات ليست سوى نتيجة مباشرة لاستمرار الاحتلال في انتهاك الحقوق الفلسطينية، ومحاولاته فرض واقع جديد يصعب تغييره في المستقبل.
وحذّر الدكتور راكان حسين من أن استمرار السياسات الإسرائيلية العدوانية قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة تتجاوز الأراضي الفلسطينية، مشيرًا إلى أن الأردن ودولًا أخرى في المنطقة لن تكون بمنأى عن تأثيرات هذا التصعيد.
وشدد على أهمية تحرك المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف سياسات الاستيطان والتوسع، والعودة إلى طاولة المفاوضات بهدف تحقيق سلام عادل وشامل، يحترم حقوق الفلسطينيين ويضمن أمن واستقرار المنطقة بأسرها.