أستاذ طب نفسي: الصيام ينمي لدى الأطفال قوة الإرادة والرقابة الذاتية

أكد الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، أن شهر رمضان يمثل فرصة مثالية لتعزيز التربية الإيمانية والنفسية لدى الأطفال، موضحًا أن الصيام المبكر يساهم في تنمية الوعي الديني، وتقوية الإرادة، وترسيخ مفهوم الرقابة الذاتية لديهم.

الصيام وأهميته للأطفال

وخلال حلقة برنامج "راحة نفسية" المذاع على قناة "الناس"، أوضح المهدي أن الأطفال بين أربع وسبع سنوات لا يُطالبون بالصيام نظرًا لصغر سنهم، لكن يمكن تشجيعهم على الصيام الجزئي أو التدريب التدريجي دون إجبار، مما يساعدهم على التعود على هذه العبادة.

وأشار إلى أن الأطفال بطبيعتهم يميلون إلى تقليد الكبار، لذا من الجيد دعمهم وتعزيز جهودهم بكلمات مشجعة مثل: "ربنا فرحان بيك.. أنت خدت حسنات كتير"، مما يعزز حبهم للعبادة. كما شدد على أن الصيام يساعد الطفل في إدراك مفهوم الرقابة الإلهية، حيث يتعلم أن الله يراه حتى لو لم يكن أحد يراقبه، مما يعزز لديه الشعور بالمسؤولية والالتزام بالقيم الأخلاقية.

الصيام درس تربوي للأطفال

وأضاف أن الصيام يُعد درسًا تربويًا عظيمًا، إذ يعلم الطفل التحكم في النفس والطاعة لله من خلال الامتناع عن المباحات لفترة محددة، تمامًا كما حدث مع سيدنا آدم عندما نُهي عن الأكل من الشجرة.

وختم المهدي حديثه بالتأكيد على دور الأسرة في جعل تجربة الصيام ممتعة ومحفزة للأطفال، من خلال التشجيع التدريجي حتى يتمكنوا بمرور الوقت من صيام يوم كامل بسلاسة.

"راحة نفسية" هو برنامج يُعرض على قناة الناس، يقدمه الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر. يهدف البرنامج إلى مساعدة المشاهدين في فهم النفس البشرية والتعامل مع ضغوط الحياة اليومية، من خلال تقديم نصائح وأدوات عملية لتحقيق السكينة والتوازن النفسي.

ويذاع البرنامج أسبوعيًا كل يوم أربعاء في الساعة السابعة مساءً.

في إحدى حلقات البرنامج، تناول الدكتور المهدي تأثير الصيام على الصحة النفسية، موضحًا أن الصيام يُسهم في تهذيب النفس والارتقاء بالسلوك، كما يساعد في السيطرة على الشهوات والغرائز، مما يقلل من النزاعات الداخلية ويعزز السلام الداخلي.

وأشار الدكتور المهدي إلى أن شهر رمضان يُمثل فرصة فريدة لتغيير العادات والسلوكيات الخاطئة، حيث يمكن للصائمين تحسين صحتهم النفسية والجسدية من خلال تبني ممارسات غذائية وسلوكية سليمة.