معركة على مفهوم الولاية.. باحث يكشف عن الصوفية في عيون الشيعة

كشف مصطفى زايد الباحث في الشأن الصوفي عن نظرة الشيعة للصوفية، وذلك ردًا على الافتراءت التي تروج أن التصوف نابع من الفكر الشيعي.
الصوفية في عيون الشيعة
وقال: يا من تسلك الطرق الصوفية وتتبع الأقطاب والأولياء وتؤمن بولايتهم ومقاماتهم، إياك أن تنخدع بتلك الوجوه المبتسمة وتلك الكلمات المعسولة التي يطلقها بعض أتباع المذهب الشيعي تجاه التصوف، فهي ليست سوى قناع يخفي وراءه حقيقة مرة تتمثل في خطة محكمة لاختراق صفوفكم ونشر مذهبهم الذي ينكر في عقيدته الأساسية كل ولي أو قطب إلا الأئمة الاثني عشر وحدهم.
وتابع في تصريحات خاصة لـ نيوز رووم: إنها معركة على مفهوم الولاية، وغايتها محو عقيدتكم من جذورها. لا تكن ضحية للسذاجة والانخداع بالأقوال المعاصرة المُلطّفة، اذهب إلى مصادرهم الأصلية، إلى كتب مراجعهم وكبار علمائهم المعتمدين عندهم، واقرأ ما يسعون لإخفائه عنك، مؤكدًا أنهم يخفون عداءً تاريخياً مسجلاً في أمهات كتبهم بأحرف من نار.
وأضاف: لقد لجأوا إلى اختلاق أحاديث ونسبتها زوراً إلى أئمة أهل البيت لتبرير عدائهم للصوفية. فهذا الإمام جعفر الصادق بريء مما نسبوه إليه، إذ يزعمون أنه قال: "إياكم والصوفية فإنهم حيارى ضلال" كما ورد فء الكافي للكليني. هذه العبارة هي السلاح الذي يشهرونه في وجهكم، وهي في الحقيقة كذب على الإمام لمجرد تصفية حسابات مذهبية. ولم يكتفوا بذلك، بل افتروا على الإمام الصادق قولاً أشد إثارة للفتنة: "ألا وإن الصوفية هم أعداؤنا، فمن والاهم فهو منهم وسيحشر معهم" المحاسن للبرقي، وبحار الأنوار للمجلسي.
وأكمل: انظر إلى هذا الحكم الجائر المبني على أكذوبة، والذي يسوغ لهم مقاطعتكم وتكفير من يتقارب معكم. ليس الأمر مجرد روايات، بل هو موقف عقدي راسخ. فالعالم الشيعي الكبير محمد باقر المجلسي، الذي تعتبر كتبه من أساسيات المذهب، يهاجم الصوفية في كتابه "روضة المتقين" هجوماً عنيفاً، فيقول عنهم: "بدعة الصوفية القائلين بالحلول والاتحاد، الملحدين في أسماء الله وآياته، المبتدعين في دين الله ما لم يأذن به الله". أين الحب والتقدير الذي يدعونه الآن؟ بل إن مرجعهم المعاصر السيد أبو القاسم الخوئي يضع حكمه القاطع في موسوعته الرجالية "معجم رجال الحديث"، حيث يصرح بأن: "مذهب التصوف مذهب باطل، وقد حذر الأئمة (عليهم السلام) شيعتهم من الاقتراب منهم ومصاحبتهم" كما ورد في معجم رجال الحديث.
وشدد الباحث في التصوف على أن هذه هي عقيدتهم الحقيقية التي لا يجهرون بها أمامكم اليوم. فهم لا يعترفون بولايتكم، ولا بمقامات أقطابكم، ولا بكرامات أوليائكم. الأصل عندهم أن الولاية محصورة بالنص في اثني عشر إماماً فقط. أي ادعاء للولاية خارج هذا الإطار هو بدعة وضلال. لذلك، فإن أي تقارب ظاهري هو مجرد وسيلة تكتيكية لنشر مذهبهم بينكم، مستغلين انفتاحكم القلبي وحبكم للتقريب. فاحذروا هذه اللعبة، واقرأوا ما كتبوه بأقلامهم في كتبهم قبل أن تنخدعوا بابتساماتهم.