الإنذار الأحمر.. السودان يعلن مستوى الخطورة القصوى تحسبًا لفيضانات نهر النيل

دخل السودان، اليوم الأحد، مرحلة الخطورة القصوى مع إعلان "الإنذار الأحمر" من جانب وحدة الإنذار المبكر التابعة لإدارة شؤون مياه النيل في وزارة الزراعة والري السودانية، نتيجة الارتفاع الكبير في مناسيب مياه النيلين الأزرق والأبيض، ما ينذر بحدوث فيضانات واسعة على امتداد مجرى نهر النيل.
تحذير رسمي وخريطة الإنذار
وبحسب البيان الصادر عن وكالة الأنباء السودانية (سونا)، فإن الإنذار يشمل الفترة من صباح اليوم الأحد وحتى مساء الثلاثاء المقبل، ويغطي عدة ولايات على الشريط النيلي، من بينها على النحو التالي:
- النيل الأزرق
- سنار
- الخرطوم
- نهر النيل
- النيل الأبيض
كما تشمل محطات الرصد المتأثرة: الخرطوم، شندي، عطبرة، بربر، وجبل أولياء.
دعوات للابتعاد عن المناطق المنخفضة
دعت وحدة الإنذار المواطنين إلى تجنب المناطق المنخفضة والوديان والمسارات المائية التي قد تشهد فيضانات مفاجئة، وشددت على أهمية اتخاذ الحيطة والحذر، خاصة في المناطق الزراعية وعلى ضفاف النيل.
تهديد فعلي لسكان الضفاف
في وقت سابق من صباح الأحد، صرح مسؤول سوداني لقناة "العربية" أن منسوب نهر النيل بات أقل من متر واحد فقط عن أعلى مستوى فيضان تم تسجيله تاريخيًا، مؤكدًا أن الوضع "غير آمن" وأن الفيضان قد يهدد حياة السكان المقيمين على ضفاف النهر داخل الأراضي السودانية.
كما أعلن الدفاع المدني السوداني ارتفاعًا ملحوظًا في مناسيب المياه، محذرًا من أن الفيضان قد يضرب عدة مناطق في توقيت متقارب، ما يعكس خطورة الموقف في مختلف أنحاء البلاد.
في السياق ذاته، توقعت وحدة الإنذار المبكر، أمس السبت، استمرار ارتفاع منسوب المياه على ضفاف النهر، لا سيما في ولايات النيل الأبيض، الخرطوم، ونهر النيل، مشيرة إلى أن السيول المحتملة قد تؤدي إلى غمر الحقول الزراعية والوديان، ما ينذر بخسائر جديدة في الموسم الزراعي.
أزمة سنوية تتفاقم في السودان
تعاني البلاد سنويًا، خصوصًا في أشهُر أغسطس وسبتمبر، من فيضانات موسمية تتسبب في مقتل العشرات وتدمير آلاف المنازل والمحاصيل، وتزداد حدة الكوارث نتيجة تدهور البنية التحتية وانعدام الصيانة بسبب النزاعات السياسية والاقتصادية المستمرة.
إجراءات احترازية ونداءات عاجلة
وناشدت السلطات المواطنين المتأثرين بعلى النحو التالي :
- نقل المحاصيل الزراعية والأعلاف إلى أماكن مرتفعة
- إبعاد الحيوانات والمواشي من المناطق المعرضة للخطر
- تجنب عبور الطرق والوديان القريبة من النهر خلال فترة الإنذار
وأوضحت وحدة الإنذار أن فترة الخطر تمتد من السبت حتى مساء الإثنين، وقد تشهد مناطق واسعة غمرًا كاملاً بالمياه، خصوصًا في المناطق الزراعية المنخفضة.
مخاوف من كارثة إنسانية
مع تصاعد التحذيرات، يخشى مراقبون من أن يؤدي استمرار ارتفاع مناسيب النهر إلى كارثة إنسانية جديدة تضاف إلى سلسلة الأزمات التي يعاني منها السودان، في ظل تدهور الوضع الاقتصادي، وانعدام الاستقرار السياسي، وضعف البنية التحتية للخدمات الأساسية.