عاجل

ما سيناريوهات الرد الايراني على إعادة تفعيل آلية الزناد؟

إيران
إيران

مع رفض مجلس الأمن الدولي تأجيل إعادة العقوبات على إيران، تجد طهران نفسها اليوم أمام مفترق طرق، وسط واقع دولي أكثر صعوبة وخيارات محدودة تفرض تحديات كبرى داخلياً وخارجياً.

نافذة الدبلوماسية لم تغلق

ورغم فشل الجهود الأخيرة لتجنب تفعيل آلية "آلية الزناد "، إلا أن إيران لا تزال تُبقي الباب مواربًا أمام الحلول الدبلوماسية، لكن السؤال المطروح، إلى أي مدى يمكن للدبلوماسية أن تصمد أمام الضغوط المتزايدة بعد إعادة العقوبات؟ وماذا تبقى لطهران من أوراق للمناورة على الساحة الدولية، في ظل مخاوف متزايدة من انفجار جديد في المواجهة مع إسرائيل؟

إيران: خيانة للدبلوماسية وتآمر ثلاثي

وجه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الذي عقد خلال الأيام الماضية لقاءات مكثفة على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة مع عدد من وزراء الخارجية ومدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي، انتقادات لاذعة للولايات المتحدة ودول "الترويكا الأوروبية" (فرنسا، ألمانيا، بريطانيا)، واعتبر إعادة فرض العقوبات "ضربة قاتلة" للدبلوماسية وتقويضًا لمعاهدة حظر الانتشار النووي.

وقال عباس عراقجي، حسب ما نقلت وكالة "إرنا"، إن "واشنطن خانت الدبلوماسية، لكن الدول الأوروبية الثلاث دفنتها"، داعيًا دولًا مثل البرازيل وكوريا الجنوبية وسلوفينيا إلى معارضة العقوبات.

بزشكيان: مستعدون لأي سيناريو

من جهته، أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن بلاده مستعدة تمامًا لأي سيناريو، مشددًا على أن طهران ستعدل سياساتها بما يتماشى مع المعطيات الجديدة. واعتبر أن استمرار العقوبات يجعل المحادثات النووية "فارغة من المضمون"، مع تكرار نفي بلاده السعي نحو تطوير قنبلة نووية.

مراجعة العقيدة النووية.. خطوة تصعيدية قيد الدراسة

بالتزامن مع تصاعد التوتر، يتوقع أن يبدأ البرلمان الإيراني، الذي تهيمن عليه الأغلبية المحافظة، مناقشات رسمية حول مراجعة العقيدة النووية للبلاد.

ويطالب بعض النواب المتشددين بإعادة النظر في القيود النووية المفروضة على طهران، بما في ذلك إمكانية الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT)، إذا لم تثمر الجهود الدبلوماسية عن رفع العقوبات.

ويشير موقع "المونيتور" إلى أن مثل هذه الخطوة قد تكون نقطة تحول فارقة، تضع المنطقة بأكملها في مواجهة احتمالات أكثر خطورة، خصوصًا إذا جرى ربطها بتطوير قدرات نووية "ردعية".

هل تتوقف إيران عن التعاون مع الوكالة الدولية؟

وفي ظل التوتر المتصاعد، بدأت طهران بالتلميح إلى تعليق تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهو ما أكده عباس عراقجي خلال لقائه مع رافائيل جروسي في نيويورك، كما لم تستبعد مصادر إيرانية اتخاذ خطوات أكثر حدة مثل تقليص التزاماتها أو الانسحاب الكامل من معاهدة منع الانتشار.

ووفق "المونيتور"، فإن أي قرار بهذا الاتجاه سيُضاعف المخاوف الإقليمية والدولية، وقد يؤدي إلى خلق حالة "انفجار سياسي وأمني"، خاصة في حال ترافق ذلك مع تصعيد ميداني.

حرب ثانية مع إسرائيل.. هل تقترب؟

إعادة فرض العقوبات تأتي بالتزامن مع تصاعد التوتر في غزة، وسط تحذيرات من اندلاع مواجهة جديدة بين إيران وإسرائيل، بعد الحرب القصيرة التي اندلعت بينهما وانتهت بوقف هش لإطلاق النار.

ويقول محللون إن طرح موضوع العقيدة النووية في البرلمان الإيراني الآن، خصوصًا في ظل تصعيد محتمل في غزة، قد يسهم في تسريع إشعال جولة جديدة من الحرب مع إسرائيل، تكون أكثر دموية واتساعًا، في ظل الجهوزية المتبادلة للطرفين وتراجع عنصر المفاجأة.

طهران بين الحرب والدبلوماسية: ما الخيارات؟

تشير التقارير إلى أن إيران قد تتبنى سياسة المسارات المتوازية، عبر مواصلة الانخراط في الدبلوماسية، مع رفع درجة الاستعداد للتصعيد وتعديل استراتيجيتها النووية، وقد يشمل ذلك على النحو التالي:

  • تعليق أو إنهاء التعاون مع الوكالة الذرية.
  • انسحاب محتمل من معاهدة حظر الانتشار.
  • تسريع برنامج التخصيب النووي.
  • إطلاق رسائل ردع عسكرية ضمن قواعد الاشتباك الإقليمي.

لكن كل خطوة من هذه الخيارات قد تؤدي إلى رد فعل دولي حاد، وربما مواجهة مفتوحة، خصوصًا إذا تم تأويلها كتحول نحو تطوير سلاح نووي.

تم نسخ الرابط