في يوم السياحة العالمي.. إنجلترا تحتفل بقطعة «ببي أثري» من عصور الفايكنج

في يوم السياحة العالمي، تجتهد الدول في ابتكار وسائل جذب السائحين، وترك لنا الفايكنج أثر غريب، حيث تتنوع تلك الوسائل ما بين الإبهار والغرابة، وتحرص كل دولة على وضع أغرب ما لديها في الصدارة.
يبدو أن إنجلترا لم تجد أغرب من كشف أثري عثرت عليه "هيئة يورك الأثرية"، في موقع، عاش فيه الفايكنج "يورفيك" (التي تُعرف اليوم بمدينة يورك في شمال إنجلترا)، وكان هذا الكشف عبارة عن فضلات آدمية “براز” متحجر (كوبرولايت).
عينة فضلات آدمية
وقال بسام الشماع المرشد السياحي والمؤرخ المعروف، في تصريحات خاصة إلى "نيوز رووم"، إن هذا الكشف يُعد هو الأغرب الذي صادفه في حياته، وهي عبارة عن عينة فضلات آدمية، ترجع إلى حوالي القرن التاسع الميلادي، ودراستها لمعرفة العادات الغذائية للفايكنج في تلك الفترة.
وأشار الشماع إلى أنه تم العثور على تلك القطعة المتحجرة، وهو تحجر حديدي، لذلك تسمى “كوبرولايت” في عام 1972م، ويُحتمل أن تكون هذه العينة أكبر مثال معروف لفضلات بشرية متحجرة (براز قديم)، حيث يبلغ طولها 20 سنتيمترًا، وعرضها 5 سنتيمترات.
وأظهرت التحليلات أن صاحبها كان يعيش في الأساس على اللحم والخبز، وعلى الرغم من وجود دلائل تشير إلى أن آخرين في نفس المكان والزمان كانت لديهم إمكانية الوصول إلى الفاكهة، الكراث، المحار، والمكسرات.
وعبر سنوات الزمن تعرضت العينة لعملية تحجر معدني، كما وُجدت فيها عدة مئات من بويضات الطفيليات، مما يشير إلى أن صاحبها كان يعاني من الديدان المعوية (وبالتحديد ديدان الأسكارس والديدان السوطية).
في عام 1991، أثار "أندرو جونز" – وهو موظف في هيئة يورك الأثرية، وهو متخصص في دراسة البراز القديم – ضجة إعلامية عالمية حينما قدَّر قيمة العينة لأغراض التأمين قائلاً: "هذا هو أكثر براز مثير رأيته في حياتي… وبطريقته الخاصة، هو لا يقل قيمة عن جواهر التاج الملكي".
وقد عرضت في البداية بـ"مركز الموارد الأثرية"، وهو مركز للتواصل والتعليم تديره هيئة يورك الأثرية، وفي عام 2003، انكسر الكوبرولايت إلى ثلاث قطع بعد سقوطه أثناء عرضه لمجموعة من الزوار، لكن جرت محاولات لإعادة ترميمه، ومنذ عام 2008، يُعرض في "مركز الفايكنج يورفيك"
والفايكنج هم شعوب جرمانية نوردية وغالباً كانوا ملاحي سفن وتجار ومحاربي المناطق الإسكندنافية الذين هاجموا السواحل البريطانية والفرنسية وأجزاء أخرى من أوروبا في أواخر القرن الثامن إلى القرن الحادي عشر (793-1066)، مواقع الفايكنج تتضمن الدول الإسكندنافية كلاً من السويد والدنمارك والنرويج وآيسلندا.