عاجل

باحث أثري يهدي المتحف الزراعي صورًا توثق ضريح الأميرة فاطمة إسماعيل

صورة للباحث الأثري
صورة للباحث الأثري تامر المنشاوي بجانب الصورة المهداة

في لفتة تعكس الوفاء للتاريخ والذاكرة الوطنية، أهدى الباحث الأثري والمصور تامر المنشاوي إلى المتحف الزراعي المصري، الذي كان في الأصل قصر الأميرة فاطمة إسماعيل، صورتين توثق قبرها وقبتها الضريحية المجاورة لمسجد وضريح سيدي علي زين العابدين بالقاهرة. 

أبرز أميرات الأسرة العلوية

وأوضح المنشاوي في تصريحات خاصة لـ "نيوز رووم"، أن الأميرة فاطمة إسماعيل (1853 – 1920)، ابنة الخديوي إسماعيل، تعد من أبرز أميرات الأسرة العلوية وأكثرهن تأثيرًا في الحياة العامة. 

وقد اشتهرت بكرمها ونزعتها الإنسانية، إذ قدمت عام 1908 أعظم إسهام في تاريخ التعليم العالي بمصر، عندما تبرعت بنحو 600 فدان في الجيزة، إضافة إلى أموال ضخمة، لتأسيس الجامعة المصرية (جامعة القاهرة حاليًا)، ليُخلّد اسمها كرمز للعطاء والخير في صفحات النهضة العلمية والفكرية الحديثة.

وأشار الباحث الأثري إلى أن القبر الرخامي للأميرة يتميز بزخارف إسلامية دقيقة وخطوط قرآنية مذهبة، بينما تعلو القبة الضريحية قبة نصف كروية يتوجها هلال معدني، في مزيج يجمع بين الطراز المملوكي الحديث واللمسة الروحانية، مما يرسخ مكانة صاحبة الفضل في الذاكرة المعمارية والتاريخية لمصر.

تأسيس الجامعة المصرية

وفي هذا السياق، قال تامر المنشاوي، إهدائي لهذه الصور إلى المتحف الزراعي المصري يأتي وفاءً للأميرة فاطمة إسماعيل، صاحبة الفضل في تأسيس الجامعة المصرية، فهذا المتحف كان في الأصل قصرها الذي عاشت فيه، ومنه قدمت عطاياها الكبيرة لبناء الجامعة، ليرتبط القصر بذاكرتها الخالدة. وأعتبر أن توثيق ضريحها خطوة مهمة لتعريف الأجيال القادمة بقيمة هذه السيدة العظيمة التي جسدت نموذجًا فريدًا في العطاء وخدمة الوطن".

وعرضت الصورتان في قاعة الأميرة فاطمة إسماعيل ضمن مقتنيات المتحف، مشيرًا إلى أن هذه المبادرة تسهم في ربط الزوار بتاريخ القصر وصاحبته، وتجدد الاعتزاز بدورها البارز في خدمة العلم والوطن.

توجّه الباحث الأثري تامر المنشاوي بخالص الشكر والتقدير إلى إدارة المتحف الزراعي المصري بقيادة العميد فؤاد قمحاوي، على ما أبدوه من ترحيب كريم بهذا الإهداء وما يبذلونه من جهود كبيرة في الحفاظ على التراث وتوثيق ذاكرة الشخصيات التاريخية، مؤكدًا أن التعاون بين الباحثين والمؤسسات الثقافية يمثل جسرًا متينًا لصون تاريخ مصر وإبرازه للأجيال المقبلة.

ويأتي هذا الإهداء في إطار إعادة ربط المتحف الزراعي  القصر الذي شُيّد للأميرة بذاكرة صاحبته التي جمعت بين الأصول الملكية والروح الإنسانية في خدمة العلم والوطن. وبهذا العمل، يضع المنشاوي لمسة وفاء جديدة، ليظل اسم الأميرة فاطمة إسماعيل حاضرًا في وجدان المصريين، ليس فقط عبر الجامعة التي أنشأتها، بل أيضًا من خلال قصرها الذي تحول إلى متحف، وضريحها الذي يروي قصة أميرة كرست حياتها للعطاء.

تم نسخ الرابط