كبيرة من الكبائر.. الإفتاء توضح حكم نشر الأخبار الكاذبة والتشهير بالناس

أكدت دار الإفتاء المصرية أنَّ نشر الأخبار الكاذبة والتعمد في التشهير بالناس أو نشر الإشاعات بغير وجه حق يُعد من الكبائر التي نهى عنها الشرع الشريف، وتوعد فاعلها بالعقاب الأليم في الدنيا والآخرة، لما تسببه من تفكك في المجتمع، وقطع للأرحام، وتهديد للسلام الاجتماعي، وانتهاك لحرمات الناس.
واستشهدت الدار في بيان لها بقوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النور: 19].
حكم نشر الأخبار الكاذبة
وأوضحت الدار أن هذه الآية نزلت في شأن حادثة الإفك التي قذف فيها المنافقون السيدة عائشة رضي الله عنها زورًا وبهتانًا، مشيرة إلى أن الوعيد المذكور في الآية عامٌّ يشمل كل من يسعى في نشر الكذب، أو إلحاق الأذى بالناس عبر الترويج للشائعات أو الطعن في الأعراض.
وشددت دار الإفتاء على أن الكذب محرَّم في الشريعة الإسلامية تحريمًا قطعيًّا، سواء في الأمور الدنيوية أو الدينية، مشيرة إلى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيّن خطورة الكذب في أكثر من موضع، منها قوله: «إِنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الفُجُورِ، وَإِنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِندَ اللهِ كَذَّابًا» [رواه البخاري ومسلم].
وأضافت الدار أن الخوض في أعراض الناس أو نقل أخبارهم دون تثبّت أو تحقق – فضلًا عن التزوير والافتراء – من علامات النفاق، كما ورد في الحديث الشريف: «آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ...» [رواه البخاري ومسلم].
كما استشهدت بحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم:«إِنَّ اللهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلَاثًا: قِيلَ وَقَالَ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ»؛ أي: التحدث بلا تثبُّت، ونقل الأخبار دون تحقق.
وأشارت دار الإفتاء إلى أن الإسلام رفع من شأن الكلمة، وجعل الإنسان مسؤولًا عنها أمام الله تعالى، لقوله سبحانه: ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ [ق: 18].
واختتمت دار الإفتاء بيانها بالتأكيد على أن الوسائل الإعلامية الحديثة ومنصات التواصل الاجتماعي ليست مبررًا لتجاوز حدود الشرع أو الأخلاق، محذرة من خطورة استخدام هذه الوسائل لترويج الأكاذيب، أو التشهير بالأفراد والمؤسسات، مشيرة إلى أن ذلك من الإفساد في الأرض الذي يستوجب التوبة والاستغفار، وردّ الحقوق لأهلها.