إعلام عبري: خطة ترامب بشأن غزة تهدف إلى إنقاذ اتفاقيات أبراهام من الانهيار

كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أن الخطة الأمريكية الجديدة التي تتبلور حاليًا لا تقتصر فقط على إنهاء الحرب الدائرة في قطاع غزة وإعادة الرهائن، بل تتجاوز ذلك إلى مشروع إقليمي واسع النطاق يتضمن ولإنقاذ وتوسيع اتفاقيات أبراهام وتأسيس دولة فلسطينية تضم قطاع غزة، في رؤية تحمل بوضوح بصمات صهر الرئيس الأمريكي الأسبق جاريد كوشنر، ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير.
وذكرت الصحيفة أن الخطة التي أطلق عليها المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف اسم "خطة ترامب 21 نقطة للسلام في الشرق الأوسط وغزة"، تهدف إلى تحقيق عدة أهداف متوازية: وقف القتال، تحرير الرهائن، بدء إعادة الإعمار، وتوسيع خارطة التطبيع بين إسرائيل والعالم العربي، وعلى رأسه المملكة العربية السعودية.
وبحسب الصحيفة، فإن كوشنر وبلير يلعبان دورًا مباشرًا في دفع الخطة، التي تضع على طاولة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو مطالب تعتبرها حكومته "مستحيلة القبول"، وعلى رأسها:
- الموافقة على إدارة مدنية كاملة لقطاع غزة بقيادة السلطة الفلسطينية وتحت إشراف دولي.
- الاعتراف بأن غزة ستكون جزءًا من دولة فلسطينية مستقبلية.
وتقول يديعوت إن السعودية والإمارات ودولًا خليجية أخرى جعلت من هذين البندين شرطًا أساسيًا لتقديم مساعدات بمليارات الدولارات لإعادة إعمار القطاع، والمشاركة في إرسال قوة عربية لحفظ الأمن فيه.
أربع مراحل للخطة الأمريكية
وتوضح الصحيفة أن الخطة الأمريكية تتكون من أربع مراحل تمتد على عدة سنوات على النحو التالي:
المرحلة الأولى
تبدأ من 48 إلى 72 ساعة من التوصل إلى اتفاق، وتشمل تبادل الأسرى، ووقف إطلاق النار، وانسحاب إسرائيلي جزئي من بعض مناطق غزة، وإدخال مساعدات إنسانية دون قيود، وقد يُطلب من إسرائيل القبول بإشراف دولي كامل على المعابر ورفع الحصار جزئيًا.
المرحلة الثانية
تبدأ بعد شهرين إلى أربعة أشهر، وتُشرف خلالها قوة عربية مشتركة، بالتعاون مع السلطة الفلسطينية، على إدارة القطاع أمنيًا ومدنيًا، تمهيدًا لنزع سلاح حماس. وتُطرح إمكانية أن يتولى توني بلير رئاسة الإدارة المؤقتة للقطاع بقرار من مجلس الأمن.
المرحلة الثالثة
تستمر لمدة خمس سنوات، تُقلص فيها القوة العربية وجودها تدريجيًا لصالح السلطة الفلسطينية، فيما تُشرف دول خليجية (بتمويل مشترك مع واشنطن) على عملية إعادة إعمار ضخمة يُتوقع أن تبلغ تكلفتها عشرات مليارات الدولارات.
المرحلة الرابعة
تشمل مفاوضات مباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، على أن يُدرج قطاع غزة رسميًا ضمن حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية. ويُعتبر هذا البند شرطًا سعوديًا أساسيًا للتطبيع الكامل مع إسرائيل.
إسرائيل قلقة... ونتنياهو محاصر
وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو سيُواجه ضغطًا أمريكيًا شديدًا لقبول الخطة، خصوصًا في لقائه المرتقب مع الرئيس دونالد ترامب، الذي عاد بقوة إلى الواجهة السياسية، غير أن نتنياهو سيحاول التملص من بعض البنود، تحت ذريعة أن قبولها سيُسقط حكومته اليمينية، ويُفجّر التحالف الهش القائم مع سموتريتش وبن غفير.
كما أبدت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية قلقًا بالغًا من بند نزع سلاح حماس، لا سيما في ظل الشكوك بشأن قدرة الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية على فرض النظام في غزة، بعدما فشلت في ذلك بمناطق مثل جنين وطولكرم.
وأشارت يديعوت إلى أن وجود الأنفاق والعبوات الناسفة في غزة يمثل "تهديدًا أمنيًا أكبر من الكلاشينكوف"، موضحة أن إسرائيل ستصر على حق "المطاردة الساخنة" داخل القطاع، والإبقاء على وجود استخباراتي أو أمني في محور فيلادلفيا.
نزع السلاح من حماس والسلطة الفلسطينية
واختتمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أن "سكان غزة" لا يمثلون طرفًا فاعلًا في هذه الخطة حتى الآن، باستثناء ضمانة بعدم تهجيرهم قسرً، في المقابل، تُمنح حماس والسلطة الفلسطينية خيار نزع السلاح مقابل السماح بقيادة منفية.
وترى يديعوت أحرونوت أن الخطة الطموحة توازن بين مصالح إسرائيل الأمنية، وطموحات الدول العربية، والمصالح الجيوسياسية الأمريكية، لكنها تصطدم بواقع سياسي داخلي إسرائيلي معقّد، قد يجعل من تنفيذها رهانًا محفوفًا بالمخاطر.