فاتتني صلوات كثيرة تركتها في شبابي وأنا لا أعرف عددها ماذا أفعل؟

يُقدِّر المسلم المدة التي انقطع فيها عن الصلاة بما يغلب على ظنه، ثم يلتزم بقضائها في فترة مساوية لها؛ فيؤدي مع كل صلاة حاضرة صلاة قضاء من جنسها، ويكتفي بذلك عن النوافل في تلك المرحلة، إذ إن قضاء الفرض المتأخر أولى من الاشتغال بالنوافل والصدقات
دار الإفتاء تحسم الجدل: الصلاة لا يغني عنها أحد ولا كفارة لتاركها|
أكد الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الصلاةتمثل أعظم العبادات وأرفعها منزلة بين جميع أركان الإسلام، فهي العبادة التي تربط العبد بربه مباشرة، وتعلو في مكانتها على سائر الفروض الأخرى، مضيفا: أن هذه المرتبة الخاصة للصلاة هي السبب وراء عدم وجود كفارة لتركها، وعدم جواز النيابة فيها عن شخص آخر.
الصلاة فرضت في السماء
خلال حواره مع الإعلامية زينب سعد الدين ببرنامج "فتاوى الناس"، المذاع على قناة الناس، أوضح الشيخ محمد كمال أن الصلاة هي العبادة الوحيدة التي فُرضت على النبي ﷺ في السماء أثناء رحلة الإسراء والمعراج، على عكس العبادات الأخرى مثل الزكاة والصيام والحج، التي جاء بها جبريل عليه السلام إلى النبي ﷺ على الأرض. هذه الخصوصية تدل على أهمية الصلاة وعلو قدرها بين جميع العبادات.
العلاقة الشخصية بين العبد وربه
وأشار الشيخ كمال إلى أن الصلاة تمثل العلاقة المباشرة والفردية بين الإنسان وربه، لذلك لا يجوز للإنسان أن يؤدي الصلاة عن غيره. بخلاف ذلك، يمكن للعبد أن يصوم عن شخص آخر أو يؤدي الحج نيابة عنه، لكن الصلاة لا تقبل النيابة، لأنها تتعلق بالصلة الشخصية بين العبد وخالقه.
ترك الصلاة ذنب عظيم
وحذر الشيخ كمال من خطورة ترك الصلاة، مؤكدًا أن من يقصر في أدائها أو يهملها يرتكب ذنبًا عظيمًا. وأوضح أن الصلاة هي أول ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة، وأن المحافظة على أدائها في وقتها واجبة، لأنها تمثل عماد الدين وأحد أهم أركان الإسلام بعد الشهادتين.
أهمية التوبة والعودة إلى الصلاة
وأضاف الشيخ كمال أن من قصر في الصلاة فعليه المبادرة بالتوبة إلى الله والحرص على أداء الصلوات في أوقاتها. وأكد أن التوبة الصادقة والعودة إلى الصلاة تعكس حرص الإنسان على ربط نفسه بربه، والمحافظة على فريضة أساسية لا يمكن الاستغناء عنها.
الفرق بين الصلاة والعبادات الأخرى
وتناول الشيخ كمال الفارق بين الصلاة وبقية العبادات، مشيرًا إلى أن الصيام يمكن أداءه نيابة عن شخص آخر، ويمكن دفع الفدية عند تعذر الصيام، والحج يمكن أن يؤديه شخص عن غيره بشروط معينة. أما الصلاة فلا يمكن لأحد أن يؤديها عن شخص آخر، لأنها واجبة على الفرد بنفسه، ولا تقبل أي بديل.
الصلاة صلة مباشرة مع الله
وأضاف أن الصلاة ليست مجرد طقوس شكلية، بل هي صلة مباشرة مع الله، ومن خلالها يستشعر الإنسان حضوره وارتباطه بالخالق. وأوضح أن من يتقرب إلى الله بالصلاة بانتظام يحقق الاطمئنان النفسي والروحي، ويعيش حياة متوازنة قائمة على القيم الإيمانية.
الحرص على أداء الصلاة في وقتها
شدد الشيخ كمال على ضرورة أداء الصلاة في وقتها المحدد، لأن الالتزام بمواقيت الصلاة يعكس التقوى والحرص على طاعة الله. وأكد أن تأخير الصلاة عن وقتها دون عذر شرعي يمثل تقصيرًا، ويجب على العبد تصحيح ذلك بالتوبة والالتزام بالمستقبل.
الصلاة جزء من شخصية المسلم
وأشار الشيخ كمال إلى أن الصلاة ليست عبادة وقتية فقط، بل هي جزء من شخصية المسلم وسلوكه اليومي. فهي تعلم الانضباط، الصبر، والخشوع، وتساعد الإنسان على الالتزام بالأخلاق الحميدة والتوازن النفسي في حياته.
الصلاة وسلامة الأمة
واختتم الشيخ كمال حديثه بالتأكيد على أن الحفاظ على الصلاة لا ينعكس فقط على الفرد، بل يساهم في سلامة المجتمع وأخلاق الأمة، ويقوي الروابط الروحية بين الناس وخالقهم. فالحرص على أداء الصلاة والالتزام بها هو طريق لاستقامة الفرد والمجتمع معًا.