عاجل

أجر عظيم وثواب مضاعف.. احرص على اغتنام ساعة الاستجابة

ساعة الاستجابة
ساعة الاستجابة

يظل يوم الجمعة على المسلمين كل أسبوع محمّلًا بالنفحات الربانية والفرص العظيمة للتقرب إلى الله، ومن أعظم ما يميزه تلك الساعة المباركة التي سميت بساعة الاستجابة  وقد أخبر عنها النبي ﷺ، فيسعى المؤمنون لاغتنامها بالدعاء والذكر والعمل الصالح طلبًا لرضا الله ونيل فضله

وقد ورد في القرآن الكريم الحث على الدعاء عمومًا، قال تعالى:
﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾ [البقرة: 186].
كما قال سبحانه: ﴿ٱدْعُونِيٓ أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: 60].

أما في السنة النبوية، فقد وردت نصوص صريحة عن فضل هذه الساعة، حيث قال رسول الله ﷺ:
«فِيهِ سَاعَةٌ لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ، وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي، يَسْأَلُ اللهَ شَيْئًا، إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ» (رواه البخاري ومسلم).
وفي رواية أخرى قال ﷺ: «الْتَمِسُوهَا آخِرَ سَاعَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ» (رواه أبو داود والنسائي).

ومن أبرز الأعمال التي يوصي بها العلماء في ساعة الاستجابة:

 
• الدعاء بما شاء العبد، طمعًا في تحصيل وعد الله بالإجابة.
• الإكثار من الصلاة على النبي ﷺ، لقول النبي: «إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلَاةً» (رواه الترمذي).
• الاستغفار والرجوع إلى الله، اقتداءً بقوله تعالى: ﴿فَقُلْتُ ٱسْتَغْفِرُوا۟ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا﴾ [نوح: 10].
• الإكثار من الذكر، مصداقًا لقوله سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾ [الأحزاب: 41-42].
• قراءة سورة الكهف يوم الجمعة، لما ورد عن النبي ﷺ أنه قال: «مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ أَضَاءَ لَهُ مِنَ النُّورِ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى» (رواه الحاكم).
• الدعاء للمسلمين جميعًا بالصلاح والهداية ورفع البلاء، اقتداءً بقول النبي ﷺ: «دَعْوَةُ الْمُسْلِمِ لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ مُسْتَجَابَةٌ» (رواه مسلم).

ويؤكد العلماء أن اجتماع فضل يوم الجمعة مع الدعاء والذكر والعبادة في هذه الساعة يجعلها من أعظم الأوقات التي ينبغي للمؤمن أن يغتنمها، ليختم أسبوعه بالقرب من الله عز وجل

بيان اختصاص يوم الجمعة بمزيد فضل في الصلاة على النبي عليه السلام 

أوضحت دار الإفتاء أن الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله ﷺ من أعظم القربات وأجلِّ الطاعات، وهي بابٌ واسع من أبواب الرحمة والبركة. فقد قال الله تعالى:
﴿إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56].

وجاء في الحديث الشريف عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي ﷺ قال: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا» رواه مسلم.

ويُستحب الإكثار من الصلاة على الحبيب المصطفى ﷺ يوم الجمعة وليلتها؛ لما لهذا اليوم من مكانةٍ وفضيلة، ولرجاء موافقة ساعة الإجابة فيه. كما أن الجمعة سيِّد الأيام، وخير ما يُصرف فيه من الأعمال هو تعظيم سيِّد الأنام ﷺ.

فعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «أَكْثِرُوا الصَّلَاةَ عَلَيَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَإِنَّهُ يَوْمٌ مَشْهُودٌ تَشْهَدُهُ الْمَلَائِكَةُ، وَإِنَّ أَحَدًا لَنْ يُصَلِّيَ عَلَيَّ إِلَّا عُرِضَتْ عَلَيَّ صَلَاتُهُ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْهَا» قيل: وبعد وفاته؟ قال: «وَبَعْدَ الْمَوْتِ؛ إِنَّ اللهَ حَرَّمَ عَلَى الأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الأَنْبِيَاءِ» رواه ابن ماجه.

وعن أنس رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: «أَكْثِرُوا الصَّلَاةَ عَلَيَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَلَيْلَةَ الْجُمُعَةِ؛ فَإِنَّ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ عَشْرًا» رواه البيهقي وغيره.

وقد علّق العلامة الملا علي القاري على ذلك في “مرقاة المفاتيح” مبينًا أن الصلاة على النبي ﷺ من أفضل الأعمال، وأنها في يوم الجمعة أعظم أجرًا وأكمل أثرًا، إذ هو أفضل الأيام، وصرفه في أفضل القربات أكمل ما يكون.

تم نسخ الرابط