هل الشريعة الإسلامية تمنع من صلة رحم القريب غير المسلم؟

الإسلام لا يحول دون صلة الرحم إذا كان القريب غير مسلم، بل جاء الشرع بالحث على برِّ الأقارب والإحسان إليهم، وقد أوصى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بوجوب صلة الرحم وإن كان صاحبها على غير الإسلام.
هل الشريعة الإسلامية تمنع من صلة رحم القريب غير المسلم؟
قال الله تعالى: ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ﴾ [هود: 118-119].
وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أوصى ببر القريب ولو كان غير مسلم؛ فقد روت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: جاءتني أمي في زمن قريش وهي مشركة تطلب صلتي، فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقلت: “يا رسول الله، إن أمي قدمت وهي مشركة وتريد صلتي، أفأصلها؟” فقال: «نَعَمْ، صِلِي أُمَّكِ» متفق عليه.
وعليه؛ فإن الشريعة الإسلامية لا تحظر صلة الرحم مع الأقارب غير المسلمين، بل ندبت إلى ذلك ورغَّبت فيه، تأسّيًا بأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم
حكم عصيان الأب في طلبه صلة الرحم بالأقارب؟
أكدت دار الإفتاء المصرية أن صلة الأرحام واجب شرعي وإنساني لا يرتبط بالمكافأة على المعروف أو رد الجميل، بل هي عبادة وقربة يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى، حتى وإن قوبلت بالإساءة أو القطيعة. جاء ذلك ردًّا على سؤال ورد إلى الدار بشأن امتناع أحد الأبناء عن طاعة والده في أمره ببرّ ابنة عمه ومساعدتها في زواجها، بسبب خلافات سابقة وإساءات صادرة منها.
ما حكم عصيان الأب في طلبه صلة الرحم بالأقارب؟
وأوضحت الدار أن الشريعة الإسلامية حثت على التمسك بروابط الرحم، مستشهدة بقول الله تعالى: ﴿وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾ [فصلت: 33-34]. كما استدلت بحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لَيْسَ الوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ، وَلَكِنِ الوَاصِلُ الَّذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا» رواه البخاري، وهو ما يوضح أن البر والصلة لا ينبغي أن يتأثرا بالإساءة أو الجفاء.
وأضافت الدار أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أثنى على من يصل رحمه رغم قطيعتهم له، فقال للرجل الذي اشتكى ظلم أقاربه وإساءتهم: "إن كنت كما قلت فكأنما تسفهم الملّ، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك"، كما جاء في صحيح مسلم. كما ورد في الحديث الشريف: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَجَلِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ» رواه ابن حبان.