عاجل

بسبب خلافات سابقة.. ما حكم عصيان الأب في طلبه صلة الرحم بالأقارب؟

صلة الرحم
صلة الرحم

أكدت دار الإفتاء المصرية أن صلة الأرحام واجب شرعي وإنساني لا يرتبط بالمكافأة على المعروف أو رد الجميل، بل هي عبادة وقربة يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى، حتى وإن قوبلت بالإساءة أو القطيعة. جاء ذلك ردًّا على سؤال ورد إلى الدار بشأن امتناع أحد الأبناء عن طاعة والده في أمره ببرّ ابنة عمه ومساعدتها في زواجها، بسبب خلافات سابقة وإساءات صادرة منها.

ما حكم عصيان الأب في طلبه صلة الرحم بالأقارب؟

وأوضحت الدار أن الشريعة الإسلامية حثت على التمسك بروابط الرحم، مستشهدة بقول الله تعالى: ﴿وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾ [فصلت: 33-34]. كما استدلت بحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لَيْسَ الوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ، وَلَكِنِ الوَاصِلُ الَّذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا» رواه البخاري، وهو ما يوضح أن البر والصلة لا ينبغي أن يتأثرا بالإساءة أو الجفاء.

وأضافت الدار أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أثنى على من يصل رحمه رغم قطيعتهم له، فقال للرجل الذي اشتكى ظلم أقاربه وإساءتهم: "إن كنت كما قلت فكأنما تسفهم الملّ، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك"، كما جاء في صحيح مسلم. كما ورد في الحديث الشريف: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَجَلِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ» رواه ابن حبان.

 طاعة الوالدين

وأشارت الدار إلى أن طاعة الوالدين من أعظم الواجبات التي أمر بها الإسلام، مستشهدة بقول الله تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ [الإسراء: 23]. ومن ثم فإن عصيان الابن لوالده في أمره بصلة الرحم يُعد إثمًا شرعيًّا مزدوجًا: الأول لقطيعته رحمًا أمر الشرع ببرها، والثاني لعصيانه أمر والده الذي أوجب الله طاعته.

وأكدت دار الإفتاء أن الواجب على الابن أن يبادر بالتوبة والاستغفار، وأن يسعى إلى استرضاء والده بكافة الوسائل المشروعة، مع الاستمرار في صلة رحمه ابتغاء مرضاة الله تعالى. مشددة على أن الإصرار على القطيعة يُعدّ معصية صريحة تُناقض تعاليم الإسلام التي قامت على نشر المودة وصلة القربى.

واختتمت الدار فتواها بالتذكير بقوله تعالى: ﴿رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا﴾ [الإسراء: 25]، داعية الأبناء إلى المسارعة في بر والديهم ووصل أرحامهم؛ صونًا للأسرة وحفاظًا على روابطها التي أمر الله بتوثيقها.

تم نسخ الرابط