باحث سياسي: واشنطن وتل أبيب علاقة الأب والابن المعقدة|فيديو

قال المحلل السياسي أكرم عطا الله إن التساؤل حول من يحكم الآخر، الولايات المتحدة أم إسرائيل، هو سؤال قديم ومتجدد، يتدحرج منذ أكثر من خمسة عقود، وتحديدًا منذ هزيمة عام 1967، التي أعقبتها مرحلة انتقال الرعاية الكاملة لإسرائيل إلى يد الولايات المتحدة الأمريكية.
إسرائيل هي من تحكم الولايات المتحدة
وأوضح عطا الله خلال مداخلته عبر برنامج "حديث القاهرة"، مع الإعلامية هند الضاوي، والمذاع على قناة القاهرة والناس، أن هذا السؤال كثيرًا ما تمت الإجابة عليه من منطلقات أيديولوجية أو سياسية، مضيفًا أن القول إن إسرائيل هي من تحكم الولايات المتحدة قد يكون مريحًا نفسيًا لدى بعض التيارات العربية "الانهزامية"، باعتباره يعفيهم من مواجهة إسرائيل أو التفكير في إمكانية الصراع معها، في ظل تصورها كقوة فوقية تديرها أمريكا.
وأشار عطا الله إلى أن العلاقة بين الدولتين ليست بهذه البساطة، فهي علاقة معقدة ومتشابكة، لا يمكن اختزالها في من يحكم من، كما نوه إلى أن إسرائيل ليست مجرد قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، بل كيان أُنشئ وفق أسس دينية وتاريخية، استمدت شرعيتها من نصوص توراتية وروحية، وهو ما يجعل العلاقة بينها وبين الولايات المتحدة مختلفة تمامًا عن علاقة استعمارية تقليدية.
عطا الله: هناك تقاطعًا ثقافيًا وتاريخيًا وروحيًا بين أمريكا وإسرائيل
وأكد عطا الله أن هناك تقاطعًا ثقافيًا وتاريخيًا وروحيًا بين أمريكا وإسرائيل، يتمثل في الخلفية الدينية المشتركة، والاستخدام المشترك للنصوص الدينية (خصوصًا التوراة) في تبرير احتلال أراضٍ وإقصاء شعوب أصلية، مضيفا:" أن هذا التشابه يظهر جليًا في مقارنة تاريخ تأسيس الولايات المتحدة بطرد السكان الأصليين بما فعلته إسرائيل بالفلسطينيين.
وشبّه عطا الله العلاقة بين الطرفين بعلاقة "الأب وابنه"، موضحًا أن الخلافات التي تظهر أحيانًا لا تعني فك الارتباط أو تغير موازين القوى، مضيفا: "حتى وإن بدا الابن مشاكسًا أحيانًا، فإن الأب لا يسمح لأحد بأن يعتدي عليه، ويتدخل دائمًا لحمايته حتى لو كان على خطأ".
وفيما يتعلق بإدارة الملفات الإقليمية، نوه عطا الله إلى أن واشنطن غالبًا ما تترك لتل أبيب حرية التصرف، خصوصًا في الملفات التي تمس الأمن الإسرائيلي مباشرة، كالقضية الفلسطينية، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أن الولايات المتحدة تملك الكلمة الفصل، وأنها قادرة على فرض قراراتها على إسرائيل متى أرادت.