عاجل

ما حكم الصلاة على النبي ﷺ لرفع الوباء والشفاء من الأمراض؟

الصلاة على النبي
الصلاة على النبي

إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو رحمةُ الله المهداة إلى العالمين؛ به عمَّ الخير، وانكشف الشر، ودُفِع البلاء عن الخلق أجمعين في الدنيا والآخرة. وكما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم شفيعٌ للناس يوم القيامة، فإن الصلاةَ عليه شفاعةٌ للدعاء؛ بها ترتفع الحوائج، وتُستجاب المطالب، ويزول الكرب، وتنزل الرحمة والبركات. وقد صح عنه صلى الله عليه وآله وسلم –وهو الصادق الأمين– أن المداومة على الإكثار من الصلاة عليه، حتى يملأ بها العبدُ مجالسَه، سببٌ لكفاية ما أهمَّه في دنياه وأخراه. كما ورد عن السلف والعلماء أن في الإكثار منها جلبًا للخير ودفعًا للشر، وسار على ذلك المسلمون عبر القرون، حتى عدّها العلماء من دلائل بركته صلى الله عليه وآله وسلم الباقية بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى. وقد تواترت الآثار والقصص في بيان فضلها، وصنَّف فيها العلماء المؤلفات، وأجمعوا على استحباب الإكثار منها، لاسيما في أوقات الشدائد والوباء والأزمات؛ فهو صلى الله عليه وآله وسلم رحمةُ الله للعالمين جميعًا.

إنعام الله تعالى على الأمة برسول الرحمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم

إن إرسال سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم هو أجلُّ نعمةٍ امتن الله بها على خلقه؛ فهو باب الخير، وواسطة الفيض، ومصدر النعم الظاهرة والباطنة في الدنيا والآخرة، قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: 107].
وقد قرر الإمام الشافعي رضي الله عنه أن كل نعمةٍ أدركها الناس، وكل ضررٍ اندفع عنهم، مردّه إلى بركة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فهو القائد إلى الخير، والناصح الأمين، والهادي إلى الرشد، والحارس من موارد الهلكة.

عناية الله بعباده من خلال رسالة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم

لقد امتن الله تعالى على عباده برسوله الكريم؛ فجعل رسالته رحمةً ورأفةً بهم، يرفع عنهم المشقة، ويدفع عنهم العناء، ويقودهم إلى السعادة والفلاح، قال تعالى:
﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [التوبة: 128].
فهو صلى الله عليه وآله وسلم أرحم الناس بالخلق، وأرأفهم بالمؤمنين، دائم الحرص على سعادتهم وصلاح شأنهم.

مكانة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في إيصال الخير ودفع الشر

بيَّن الأئمة والعارفون أن كل رحمةٍ تنزل، أو نعمةٍ تصل، أو بلاءٍ يُرفع، إنما يكون للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فيه نصيب، لأنه الواسطة الكبرى، والوسيلة العظمى، كما نظمه الإمام البكري الصديقي في لاميته الشهيرة “الوسيلة العظيمة”، مؤكدًا أن كل رحمة صاعدة أو نازلة لا بد أن يكون النبي صلى الله عليه وآله وسلم سببًا فيها وواسطةً لها.

فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم

كما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو الشفيع الأعظم للخلق، فإن الصلاة عليه شفيعٌ للدعاء؛ فهي مفتاح الاستجابة، وكاشفة البلاء، وجالبة للبركات والرحمات.
وقد أمر الله تعالى المؤمنين جميعًا بالصلاة عليه فقال:
﴿إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56]

أثر الصلاة على النبي في قضاء الحاجات وتفريج الكربات

من أوضح الأدلة حديث أُبي بن كعب رضي الله عنه، حين قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: “أجعل لك صلاتي كلها؟” فقال له: «إِذن تُكْفَى هَمَّكَ، وَيُغْفَرُ ذَنْبُكَ».
فهذا النص دالٌّ على أن الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم سببٌ عظيم لكفاية الهموم، ومغفرة الذنوب، وتفريج الكروب. وقد أشار العلماء إلى أن هذه الخصوصية من أعظم أسباب قضاء الحاجات، ورفع الأزمات، وجلاء المصائب الخاصة والعامة.

الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ورفع الوباء والبلاء

اتفق العلماء والصلحاء على أن من أعظم ما يُستدفع به الوباء والطاعون وسائر البلايا الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقد تواترت الأخبار ببركتها في كشف الأزمات، حتى عدّها بعضهم من معجزاته المستمرة بعد انتقاله للرفيق الأعلى.
وقد نقل الحافظ ابن الصلاح أن معجزات النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا تنحصر في زمن حياته، بل هي متجددة على مرّ العصور من خلال كرامات أوليائه، واستجابة الدعاء عند التوسل به، ورفع البلاء بالصلاة عليه.

شواهد العلماء والمؤلفات في هذا الباب

تناول العلماء عبر العصور موضوع الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم عند الشدائد بتفصيل، ومن ذلك:
• الحافظ المنذري في رسالته زوال الظما.
• ابن النعمان المراكشي في مصباح الظلام.
• نور الدين الحلبي في بغية ذوي الأحلام.
• أحمد الأروادي في مفرج الكروب.
وغيرهم كثير ممن جمعوا الوقائع والكرامات التي جرت ببركة الصلاة عليه صلى الله عليه وآله وسلم.

قصص ووقائع في دفع البلاء بالصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم

ذكر الفيروزآبادي في كتابه الصِّلات والبشر قصة رجلٍ ركب البحر، فأصابتهم ريح مهلكة، فرأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في منامه وأمره بأن يردد أهل المركب صيغةً معينة من الصلاة عليه ألف مرة، فلما فعلوا نجاهم الله. وهذه وأمثالها شواهد جلية على عظيم أثر الصلاة عليه صلى الله عليه وآله وسلم في تفريج الكرب ودفع الأهوال

تم نسخ الرابط