تدخل جراحي ينقذ طفل بعد اختراق مسمار لجمجمته بمستشفى دمياط العام

شهدت مستشفى دمياط العام واحدة من أصعب وأدق العمليات الجراحية، بعدما استقبلت طفلًا يبلغ من العمر خمسة عشر عامًا تعرض لإصابة بالغة في الرأس إثر دخول مسمار معدني يبلغ طوله نحو 2.5 سنتيمتر، حيث اخترق عظام الجمجمة ووصل إلى نسيج المخ متسببًا في نزيف دماغي خطير كان يهدد حياة الطفل.
فور وصول المصاب إلى قسم الاستقبال، جرى التعامل مع حالته على أنها طارئة وجرى إخضاعه لكافة الفحوصات السريعة من أشعة مقطعية ورنين مغناطيسي لتحديد مسار المسمار بدقة ومدى الضرر الناجم عنه. وأظهرت النتائج وجود نزيف داخلي حاد يحتاج إلى تدخل جراحي عاجل لإنقاذ حياته. وعلى الفور، جرى تشكيل فريق طبي متكامل من قسم جراحة المخ والأعصاب بالتنسيق مع قسم التخدير وقسم العناية المركزة.
الفريق الطبي تحرك بسرعة فائقة إلى غرفة العمليات، حيث أجريت الجراحة في ظروف دقيقة للغاية. وتمكن الأطباء من استخراج المسمار بحذر شديد دون إحداث مضاعفات إضافية، كما جرى السيطرة على النزيف الدماغي وإصلاح الأنسجة المتضررة. واستمرت العملية ساعات متواصلة وسط حالة من التركيز والتعاون بين أعضاء الفريق، الذين بذلوا قصارى جهدهم لإنقاذ حياة الطفل.
وبعد انتهاء التدخل الجراحي، خرج الطفل من غرفة العمليات في حالة مستقرة، وتم نقله إلى قسم العناية المركزة لمتابعته على مدار الساعة. وأكد الأطباء أن الطفل في درجة وعي كاملة ويتجاوب مع الفحوص السريرية، مشيرين إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب متابعة دقيقة لمنع حدوث أي مضاعفات محتملة.
الفريق الطبي الذي قام بالعملية ضم نخبة من الأطباء المتخصصين، من بينهم الدكتور محمد إيهاب أخصائي جراحة المخ والأعصاب الذي قاد التدخل الجراحي، والدكتور أحمد شوقي استشاري التخدير، والدكتور عبد الرحمن عنتر طبيب مقيم التخدير، والدكتور إبراهيم نجاح نوبتجي الجراحة. كما كان لقسم العناية المركزة بقيادة الدكتور حسين غنيم دور أساسي في تأمين الرعاية الحرجة عقب العملية، بالإضافة إلى جهود قسم الأشعة وفريق التمريض من استقبال وعمليات وعناية، الذين تكاتفوا جميعًا لإنجاح هذا العمل الطبي.
هذه الواقعة تعكس مدى الجاهزية العالية التي تتمتع بها مستشفى دمياط العام في التعامل مع الحالات الطارئة المعقدة، وتبرز القدرات المهنية للأطقم الطبية والتمريضية التي تعمل على مدار الساعة لخدمة المرضى. كما تؤكد أهمية توافر الكوادر المدربة والإمكانات الطبية الحديثة داخل المستشفى، الأمر الذي أسهم بشكل مباشر في إنقاذ حياة الطفل ومنحه فرصة للعودة إلى أسرته سليمًا.
وتواصل مستشفى دمياط العام جهودها لتقديم أفضل خدمة طبية ممكنة لأبناء المحافظة والمناطق المجاورة، عبر رفع كفاءة أقسامها وتطوير قدراتها، فضلًا عن تدريب الفرق الطبية على أحدث أساليب التدخل الجراحي والطوارئ. ويأتي هذا التدخل الناجح ليكون مثالًا واضحًا على مدى حرص المنظومة الصحية على الاستجابة الفورية لكل الحالات الحرجة، والتزامها برسالتها الإنسانية في الحفاظ على أرواح المواطنين وتقديم الرعاية الصحية المتكاملة في أصعب الظروف.
