عاجل

لو الزوجين منفصلين والأب مبيصرفش على الولاد هل يجوز طاعته؟.. أزهري يوضح

علاء فتحي
علاء فتحي

أكد الدكتور علاء فتحي الغريزي، من علماء الأزهر الشريف، أن طاعة الأب واجبة على أبنائه في المعروف سواء أنفق عليهم أم قصّر في النفقة، مشددًا على أن النفقة واجبة على الأب تجاه أولاده الصغار، وكذلك الكبار غير القادرين على الكسب لمرض أو نحوه.

تقاعس الأب عن أداء النفقة

وأوضح الغريزي في تصريحات خاصة لـ “ نيوز رووم ”أن تقاعس الأب عن أداء النفقة لا يُسقط حقه في البر والطاعة، لافتًا إلى أن للأبناء أن يطالبوا بحقوقهم في النفقة طالما لم يكن لهم مصدر رزق آخر.

وأشار الغريزي إلى أن بر الوالدين أمر عظيم لا يجوز هدره أو التهاون فيه بسبب بعض صور التقصير، مؤكدًا أن العلاقة بين الأبناء ووالديهم تقوم على البر والاحترام، بينما مسألة الحقوق المادية لها مسارها الشرعي والقانوني الذي يجب المطالبة به بالطرق المشروعة.

بر الوالدين.. كيف يتعامل الأبناء مع الأب الذي يهين أمهم؟

أمر الله تعالى باتباع  بر الوالدين والإحسان إليهما، والتلطف في معاملتهما، وقرن عبادته ببرهما، وشكرهما بشكره، ونهى عن كل ما يؤذيهما من قول أو فعل؛ قال تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ۝ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾

الإسلام جعل الألفة والمودة والرحمة الأساس الذي تبنى عليه العلاقة بين الزوجين؛ قال تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾  [الروم: 21]؛ قال الإمام البغوي في "تفسيره" : [جعل -أي: الحق سبحانه وتعالى- بين الزوجين المودة والرحمة، فهما يتوادان ويتراحمان وما شيء أحب إلى أحدهما من الآخر من غير رحم بينهما] ـ.

وقد حثَّ الشرع الشريف الزوج بأن يحسن العشرة مع زوجته، وأن يعاشرها بالمعروف؛ لا أن يهينها أو يسيء إليها أو يؤذيها بقول أو فعل؛ قال تعالى: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [النساء: 19].

قال الإمام القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن": [قوله تعالى: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ أي: على ما أمر الله به من حسن المعاشرة. والخطاب للجميع... ولكن المراد بهذا الأمر في الأغلب الأزواج، وهو مثل قوله تعالى: ﴿فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ﴾ [البقرة: 229]، وذلك توفية حقها من المهر والنفقة، وألا يعبس في وجهها بغير ذنب، وأن يكون منطلقًا في القول لا فظًّا ولا غليظًا ولا مظهرًا ميلًا إلى غيرها] .

وجعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم معيار الخيرية في الأزواج قائمًا على حسن معاملتهم لزوجاتهم، والإحسان إليهم، وكف الأذى عنهم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا، وَخِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِكُمْ» أخرجه الأئمة: الترمذي، وأحمد، وابن حبان.

وفي رواية أخرى عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ مِنْ أَكْمَلِ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنَهُمْ خُلُقًا، وَأَلْطَفَهُمْ بِأَهْلِهِ» أخرجه الأئمة: الترمذي، والنسائي، وأحمد، وابن أبي شيبة، وابن حبان، والحاكم.

فضل بر الوالدين 

قالت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الإلكتروني إن الله تعالى قد أمر ببر الوالدين والإحسان إليهما، والتلطف في معاملتهما، وقرن عبادته ببرهما، وشكرهما بشكره، ونهى عن كل ما يؤذيهما من قول أو فعل؛ قال تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ۝ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾  [الإسراء: 23-24].

قال الإمام القرطبي في "تفسيره" ): [أمر الله سبحانه بعبادته وتوحيده، وجعل بر الوالدين مقرونًا بذلك، كما قرن شكرهما بشكره... ومن البر بهما والإحسان إليهما: ألا يتعرض لسبهما ولا يعقهما، فإن ذلك من الكبائر بلا خلاف] .

وأوضحت دار الإفتاء  أن ر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخبر أن بر الوالدين أفضل الأعمال بعد الصلاة التي هي من أعظم دعائم الإسلام، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قلت: يا رسول الله، أي العمل أحب إلى الله؟ قال: «الصَّلَاةُ عَلَى مِيقَاتِهَا»، قلت: ثم أي؟ قال: «ثُمَّ بِرُّ الوَالِدَيْنِ»، قلت: ثم أي؟ قال: «الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» متفق عليه.

وقد أجمع الفقهاء على حرمة عقوق الوالدين، وكونه كبيرة من كبائر الذنوب، قال الإمام النووي في "شرح صحيح مسلم": [وأجمع العلماء على الأمر ببر الوالدين وأن عقوقهما حرام من الكبائر] .

وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري شرح صحيح البخاري" : [والعقوق -بضم العين المهملة- مشتقٌّ من العق، وهو القطع، والمراد به: صدور ما يتأذَّى به الوالد من ولده من قولٍ أو فعلٍ، إلا في شرك أو معصية] .

تم نسخ الرابط