باحث: الاعترافات الأوروبية بفلسطين تحول جوهري في سياسات أوروبا

أكد الدكتور ماك شرقاوي، الباحث المختص في الشأن الأمريكي، أن موجة الاعترافات الأوروبية بدولة فلسطين تمثل تحولاً جوهرياً في السياسات الأوروبية، موضحًا أن هذا التوجه يضع حدًا لفكرة "الرباعية الدولية" التي كانت تقود مسار السلام سابقاً.
اعتراف دول كبرى يصحح مواقف تاريخية ويعزز حل الدولتين
وقال "شرقاوي" خلال حوار عبر تطبيق "زووم" مع برنامج "الحياة اليوم" الذي تقدمه الإعلامية لبنى عسل على قناة الحياة، إن اعتراف دول مثل بريطانيا وأستراليا والبرتغال وفرنسا، بالإضافة إلى تسع دول أخرى، يعكس تغييرًا إيجابيًا ويبعث الاطمئنان للعرب والفلسطينيين بأن أوروبا تصحح موقفها التاريخي الذي بدأ منذ مؤتمر هنري كامبل-بانرمان ووعد بلفور، مشيرًا إلى أن هذا الاعتراف يمثل دعماً لحل الدولتين.
وأشار شرقاوي إلى أهمية المضي قدمًا في "حل الدولتين"، مؤكدًا أن الدولة الفلسطينية ستكون لها وجود حقيقي، حتى وإن كانت "مقطعة الأوصال"، لأن وجود دولة أفضل من لا شيء، معبراً عن ضرورة التركيز على "علاج مرض الصراع" وإنهائه بالحصول على وطن للفلسطينيين.
انتقاد مواقف واشنطن وتل أبيب: "أعذار واهية" لتقويض المفاوضات
وأوضح "شرقاوي" أن المبررات الأمريكية والإسرائيلية ضد الاعتراف الأحادي بدولة فلسطين "أعذار واهية"، متسائلاً كيف يمكن الحديث عن تفاوض مباشر بينما تُقتل المفاوضات عمليًا، مضيفًا أن قصف نتنياهو للدوحة كان بمثابة قتل للمفاوضات وليس فقط للمفاوضين.
ونوّه إلى أن استخدام الولايات المتحدة لحق "الفيتو" في مجلس الأمن ضد قرار لوقف إطلاق النار كشفها أمام المجتمع الدولي كشريك في "الإبادة الجماعية وجرائم الحرب"، مؤكدًا أن هذا التصرف أوقع واشنطن في موقف محرج وساهم في انفصال الموقف الأوروبي عن الموقف الأمريكي.
ومن جانبه، أكد الدكتور محمد كمال، أستاذ العلوم السياسية، أن الاعتراف المتزايد من قبل عدد كبير من الدول بدولة فلسطين وبمبدأ حل الدولتين يُعد "يومًا تاريخيًا"، مشددًا على أن هذه الخطوة تمثل تحولًا جوهريًا لا يمكن التقليل من أهميته في مسار إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
تغيرًا ملحوظًا في المزاج السياسي العالمي تجاه القضية الفلسطينية
وقال كمال، خلال لقائه ببرنامج "الساعة 6" الذي تقدمه الإعلامية عزة مصطفى عبر قناة "الحياة"، إن ما يميز هذه المرحلة هو أن بعض الدول الكبرى، التي كانت مواقفها تقليديًا داعمة لإسرائيل، قد بدأت تعترف رسميًا بدولة فلسطين، وهو ما يعكس تغيرًا ملحوظًا في المزاج السياسي العالمي تجاه القضية الفلسطينية.