اليوم.. انطلاق مؤتمر «نيويورك 2» لحل الدولتين والاعتراف بالدولة الفلسطينية

ينعقد اليوم الاثنين في نيويورك المؤتمر الثاني تحت عنوان "نيويورك 2" حول "حل الدولتين" والاعتراف بالدولة الفلسطينية، والذي يشهد مشاركة رفيعة من القادة والزعماء الدوليين.
ويُعقد هذا المؤتمر بشراكة بين المملكة العربية السعودية وفرنسا، وذلك بعد أن تم عقد مؤتمر مماثل في يوليو الماضي على مستوى وزراء الخارجية، حيث تم تبني "إعلان نيويورك"، الذي حصل على تأييد الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل أيام.
ويشهد المؤتمر اليوم مشاركة موسعة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، بالإضافة إلى منظمات دولية وإقليمية عدة. في إطار متصل، حصلت فلسطين على اعتراف 10 دول جديدة، ليصل عدد الدول المعترفة بها إلى 159 من أصل 193 دولة، وهو ما يُعد إنجازًا دبلوماسيًا كبيرًا.
كما يحمل هذا الاعتراف المتزايد أبعادًا سياسية وقانونية بالغة الأهمية لفلسطين، ويُعزز موقفها في الساحة الدولية. ومن المتوقع أن يكون لهذه التحركات تبعات كبيرة على المسار السياسي في المنطقة.
غضب من الداخل الإسرائيلي
في المقابل، أثارت هذه الخطوات ردود فعل غاضبة من حكومة الاحتلال الإسرائيلي. فقد أطلق رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، تهديدات بعدم السماح للدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية "بأن تجد ما تعترف به"، مهددًا بتكثيف الأنشطة الاستيطانية في الضفة الغربية وضمها. كما اعتبر أن "إقامة دولة فلسطينية تهدد وجود إسرائيل".
دعم الأمين العام للأمم المتحدة
من جانبه، أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، على أهمية دعم الاعتراف بالدولة الفلسطينية، مشددًا على ضرورة عدم الخوف من ردود الفعل الإسرائيلية. واعتبر أن إسرائيل تواصل سياسة التدمير في قطاع غزة، بالإضافة إلى مخططاتها لضم الضفة الغربية. وأضاف أن هذه السياسات ستستمر بغض النظر عن المواقف الدولية.
مبادرة "حل الدولتين".. الطريق نحو السلام
ويعتبر "حل الدولتين" مقترحًا لإنهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث يقوم على إنشاء دولتين مستقلتين: "دولة فلسطين" على أراضٍ تشمل أجزاء من الضفة الغربية وقطاع غزة، و"دولة إسرائيل" التي ستسيطر على 80% من الأراضي الفلسطينية التاريخية. هذا الحل يعكس التوازن بين المطالب الفلسطينية بالتحرر وبين الواقع السياسي الدولي.
تجدر الإشارة إلى أن الدول العربية تبنّت بشكل جماعي في مؤتمر القمة العربية في بيروت عام 2002، "المبادرة العربية للسلام"، التي تضمنت اعترافًا كاملاً بإسرائيل في حال موافقتها على "حل الدولتين". وتُعد هذه المبادرة، التي تقدمت بها المملكة العربية السعودية، حجر الزاوية في تحركات السياسة العربية تجاه النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
إجمالًا، يعكس هذا المؤتمر والاعترافات المتزايدة بالدولة الفلسطينية تطورًا مهمًا في الساحة الدولية، فيما تواصل إسرائيل معارضتها الشديدة لهذه التحركات، ما يزيد من تعقيد الوضع السياسي في المنطقة.