أستراليا تعترف رسميًا بالدولة الفلسطينية ذات سيادة

أعلنت أستراليا رسميًا اعترافها بدولة فلسطين ذات سيادة، لتنضم إلى أكثر من 150 دولة سبق أن اتخذت هذه الخطوة. ورغم أن الإعلان كان متوقعًا منذ أغسطس الماضي، إلا أنه أصبح رسميًا اليوم الأحد عبر بيان مشترك صادر عن رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز ووزيرة الخارجية بيني وونج.
وقال المسؤولان في البيان:"أستراليا تعترف منذ فترة طويلة بالتطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني لإقامة دولته الخاصة. إن اعتراف اليوم يعكس التزامنا الدائم بحل الدولتين، الذي لطالما اعتبرناه السبيل الوحيد لتحقيق السلام والأمن المستدامين لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين".
اعتراف متزامن بالدولة الفلسطينية مع تحركات دولية
تزامن الإعلان مع وصول وفد أسترالي رفيع المستوى برئاسة ألبانيز إلى نيويورك لحضور الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وجاءت هذه الخطوة في إطار جهد دولي منسق شاركت فيه فرنسا وبلجيكا والبرتغال أيضًا للاعتراف بفلسطين، بحسب ما وصفه البيان الأسترالي بأنه "خطوة لبناء زخم جديد نحو حل الدولتين".
وعلى ضوء هذا الإعلان، اعترفت أستراليا بالرئيس محمود عباس كرئيس للدولة الفلسطينية، وكان من المخطط أن يلتقيه رئيس الوزراء الأسترالي في نيويورك، إلا أن الولايات المتحدة رفضت منحه تأشيرة الدخول.
شروط دبلوماسية وتوقعات بالإصلاح
أكد البيان أن مسألة فتح السفارات وتطبيق البروتوكولات الدبلوماسية الأخرى سيتم النظر فيها لاحقًا، بناءً على مدى تقدم السلطة الفلسطينية في تنفيذ إصلاحات.
وأشار ألبانيز ووونج إلى أن السلطة الفلسطينية قدمت تعهدات مباشرة لأستراليا، تتضمن التزامًا بإجراء انتخابات ديمقراطية، وتنفيذ إصلاحات مالية وإدارية وتعليمية كبيرة.
وشدد البيان على أن السلطة الفلسطينية تعترف بحق إسرائيل في الوجود، وأكد أن منظمة حماس يجب ألا تلعب أي دور في فلسطين، داعيًا إلى وقف إطلاق النار في غزة، وإلى إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الـ48 الذين لا يزالون محتجزين داخل القطاع.
المعارضة الأسترالية ترفض الاعتراف بفلسطين
ورغم أن حزب العمال الفيدرالي كان يدعم الاعتراف بفلسطين كجزء من عملية السلام، إلا أن توقيت الإعلان تغيّر خلال الحرب الجارية في غزة، ليُنظر إليه الآن على أنه خطوة نحو العملية السلمية، لا نتيجة لها.
في المقابل، أعرب الائتلاف المعارض عن رفضه للخطوة، حيث قالت زعيمة المعارضة سوزان لي والمتحدثة باسم الشؤون الخارجية ميكايليا كاش في بيان مشترك:
"يجب أن يأتي الاعتراف في نهاية عملية السلام، وليس في خضم الصراع. لا تمتلك فلسطين حدودًا معترفًا بها ولا حكومة فاعلة. حزب العمال يقدم تنازلاً غير مبرر للإرهابيين ويمنحهم شرعية دولية".
رد فلسطيني مرحب ومطالب بتحرك فعلي
من جانبها، رحبت السلطة الفلسطينية بالإعلان الأسترالي، وتسع دول أخرى اتخذت خطوات مماثلة، واعتبرته "تطورًا مهمًا"، لكنها طالبت بـ"خطوات عملية" لمساعدتها في تجسيد الدولة على الأرض والضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها.
وقالت وزيرة الخارجية الفلسطيني فارسين أغابيكيان خلال مؤتمر صحفي في رام الله:"من الوهم الاعتقاد أن السلام ممكن دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة وضمان الحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني، الاعتراف بفلسطين يجب أن يكون شرطًا أساسيًا للسلام وليس نتيجة له".
وأشارت إلى أن المعاناة في الضفة الغربية ليست أقل من تلك التي تعيشها غزة، مستشهداً بارتفاع هجمات المستوطنين اليهود، وخطط حكومة نتنياهو لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية، والتي تُعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي.
رد إسرائيلي غاضب ونتنياهو يصعّد
لم تتأخر إسرائيل في الرد على الخطوة الأسترالية، حيث شن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو هجومًا لاذعًا، وقال في بداية اجتماع حكومته الأسبوعي إنه سيحضر القمة في نيويورك وسيلتقي بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وزعم نتنياهو:"سنتصدى في الأمم المتحدة وفي كل المحافل للدعاية الكاذبة والدعوات إلى إقامة دولة فلسطينية، هذه الدعوات تشكّل خطرًا وجوديًا علينا ومكافأة غير مبررة للإرهاب".
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الحكومة قامت بإلغاء تأشيرات دبلوماسيين أستراليين يعملون في الضفة الغربية، كرد فعل على الاعتراف. كما وجّه نتنياهو انتقادات مباشرة لرئيس الوزراء الأسترالي، واصفًا إياه بـ"الزعيم الضعيف".