ما حكم التعوذ من العذاب عند قراءة آية فيها وعيد أثناء الصلاة أو سماعها؟

في إطار أحكام الصلاة وآدابها، يثير موضوع الاستعاذة من العذاب عند قراءة آية فيها وعيد أو سماعها اهتمام كثير من المصلين وفي هذا السياق أكدت دار الإفتاء يستحب للإنسان مطلقًا الاستعاذة من العذاب عند المرور بآية عذاب أو وعيد أثناء الصلاة
حكم قراءة القرآن الكريم في الصلاة
قراءة القرآن في الصلاة تُعدُّ ركنًا أساسيًا من أركانها، متفقًا عليه بين الفقهاء، وإن اختلفوا في تفاصيل ما يجب قراءته داخل الصلاة. فقد روى الشيخان في “صحيحيهما” عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إذا قُمْتَ إلى الصلاة فكبِّر، ثم اقرأ ما تيسَّر معك من القرآن». وبهذا دلَّ الحديث على وجوب القراءة في الصلاة، كما بيَّنه الإمام ابن دقيق العيد في “إحكام الأحكام”.
حكم الاستعاذة عند المرور بآية العذاب في الصلاة
أما بالنسبة للاستعاذة عند المرور بآية تتحدث عن العذاب، فهي محل اختلاف بين الفقهاء:
• ذهب الحنفية والمالكية، وبعض روايات الحنابلة، إلى كره الاستعاذة في صلاة الفريضة، بينما يجوزها في غير الفريضة، مع استحبابها للمنفرد عند الحنفية.
• بينما يرى الشافعية والحنابلة في رواية أخرى، أن الاستعاذة مستحبة مطلقًا عند مرور أي قارئ بآية العذاب أو الجنة، سواء كان الإمام أو المأموم أو منفردًا.
وقد بيّن الإمام النووي في “المجموع” أن الاستعاذة عند مرور آية عذاب أو السؤال عند آية رحمة مستحبة لكل قارئ في الصلاة وخارجها. كذلك ذكر الإمام المرداوي في “الإنصاف” جوازها واستحبابها، مع تمييز بين الفرض والنفل بحسب حالة القارئ والمكان.
المختار للفتوى
المختار في هذه المسألة استحباب الاستعاذة أو الدعاء عند مرور آية سواء كانت للرحمة أو العذاب، لما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الصلاة، كما رواه مسلم عن حذيفة رضي الله عنه: “إذا مرّ بآية فيها تسبيح سبَّح، وإذا مرّ بسؤال سأل، وإذا مرّ بتعوذ تعوّذ، ثم ركع وسجد على نحو قيامه”، مما يدل على استحباب هذه الأعمال لكل قارئ، سواء في الصلاة أو خارجها، وفي الفرض أو التطوع.
بهذا يظهر أن القرآن في الصلاة ليس مجرد قراءة لفظية، بل يشمل تفاعل القارئ مع معاني الآيات بالدعاء، والاستعاذة، والتسبيح، بما يحقق خشوعه واتصال قلبه بالله تعالى.