ما حكم الصلاة والوضوء بالنسبة لشخص مريض كبير في السن؟

في ظل التحديات الصحية التي يواجهها كبار السن، تتبادر أسئلة كثيرة حول أداء الفرائض الدينية، وبالأخص الصلاة والوضوء،
حكم القيام في الصلاة للمريض وكبير السن
أكدت دار الإفتاء على اتفاق الفقهاء على أن القيام في الصلاة المفروضة ركن أساسي لا تصح الصلاة بدونه لمن كان قادرًا عليه. ومن ترك القيام مع القدرة على أدائه بطلت صلاته، استنادًا إلى قوله تعالى:
﴿وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ [البقرة: 238]
وكذلك إلى حديث عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنه، الذي قال:
“كانت بي بواسير، فسألتُ النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الصلاة، فقال: «صلِّ قائمًا، فإن لم تستطع فقاعدًا، فإن لم تستطع فعلى جنب»”
رواه البخاري وأبو داود، وزاد النسائي: «فإن لم تستطع فمستلقِيًا».
ويتضح من الحديث أن المرونة في أداء الصلاة موجودة لمن لا يستطيع القيام، بحيث يؤدي الصلاة بحسب قدرته، سواء بالجلوس أو الاستلقاء، وذلك امتثالًا لقوله تعالى:
﴿لَا يُكَلِّفُ ٱللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾ [البقرة: 286]
وكذلك لتوجيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
«فإذا أمرتكم بشيء فخذوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه» (سنن النسائي، كتاب الحج).
ضوابط الوضوء للمريض أو من يعاني سلس البول
الأصل أن الوضوء ينتقض بخروج أي شيء من السبيلين، سواء من القُبُل أو من الدبر، كما جاء في القرآن الكريم:
﴿أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنْكُم مِّنَ الْغَائِطِ﴾ [المائدة: 6]
وقد ورد هذا الحكم أيضًا في السنة النبوية، مع اتفاق الفقهاء وإجماع الأمة، وقياسًا على الغائط.
أما من ابتلي بمرض يُعرف عند الفقهاء بـ سلس البول أو سلس المذي، أي نزول قطرات متقطعة دون قدرة على التحكم، فإنه يُعامل مثل المرأة المستحاضة؛ أي يجب عليها أداء الصلاة والوضوء وفق ضوابط خاصة، نظراً لأن الحالة خارجة عن السيطرة الطبيعية.
كيفية المحافظة على الطهارة والصلاة
يتوجب على المصاب بهذا المرض اتباع الخطوات التالية:
1. غسل مكان النجاسة: يجب تنظيف المكان الذي تسربت منه السوائل.
2. وضع حاجز أو حشو مناسب: لمنع وصول أي نجاسة إلى الثياب أثناء الصلاة.
3. الوضوء لكل صلاة: بعد تجهيز المكان ووضع الحاجز، يتوضأ المصاب ويؤدي صلاته بحسب استطاعته، سواء كانت الفرضية أو النوافل.
4. تجديد الوضوء لكل صلاة: لا يمتد وضوء الشخص لما بعد انتهاء وقت الصلاة التي توضأ لأجلها، فإذا دخل وقت صلاة جديدة وجب الوضوء من جديد.
بهذا الأسلوب، يكون المسؤول عن حاله قادرًا على أداء الصلاة بصورة صحيحة، مع مراعاة قدراته الصحية، وهو ملتزم بالعبادة وفق ما يستطيع، كما جاء في القرآن الكريم:
﴿فَاتَّقُوا ٱللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾ [التغابن: 16]
حكم القيام للمريض
• القيام ركن أساسي في الصلاة لمن يستطيع، أما من لا يستطيع فله أن يصلي جالسًا أو مستلقيًا.
• الوضوء ينتقض بخروج أي نجاسة، لكن في حالات سلس البول أو المذي يتبع المريض ضوابط خاصة للغسل والحماية.
• الصلاة صحيحة بحسب القدرة، والعبادة تكون على قدر الاستطاعة دون مشقة مفرطة أو ضرر صحي