عاجل

لماذا خير صفوف النساء آخرها والرجال أولها؟.. إليك بيان الحديث

خير صفوف النساء
خير صفوف النساء

كشفت الدكتورة روحية مصطفى الأستاذة بجامعة الأزهر عن بيان حديث النبي صلى الله عليه وسلم أن خير صفوف النساء آخرها بينما أول صفوف الرجال هي خيرها.

لماذا خير صفوف النساء آخرها والرجال أولها

جاء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا وَشَرُّهَا آخِرُهَا، وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا». رواه مسلم في صحيحه.

وقالت: لا زالت الفتوح الربانية، والإضاءات المحمدية، تتدفق حبًّا وحرصًا ورحمةً ورأفةً بالمرأة المسلمة، التي لا نقول إنها نصف المجتمع، بل تمثل كل المجتمع، فإذا صلحت النساء صلح المجتمع بأسره؛ لأنها الأم، والزوجة، والبنت، والأخت، والجارة، وزميلة العمل، وشريكة النهوض بالمجتمع.

وبينت: في النص الكريم، والمنطق الطاهر الذي بين أيدينا، تتلألأ وتتجلى معاني الرحمة في تنبيه المرأة المسلمة، وتطييب خاطرها، وإسعاد قلبها حينما حرصت على إدراك فضائل الأعمال وحصاد أجورها أُسوة بالرجال. فتأتي سفيرة النوايا الحسنة والمطالب العادلة إلى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بأمر يؤرّق النساء: أليس لنا نصيب في أجوركم المتواترة في الجهاد دفاعًا عن الدين والوطن، وحضور الجمعة والجماعات، وشهود الجنائز وغير ذلك، ونحن في ذات الوقت نتحمل عنكم العناية بأولادكم، وإصلاح بيوتكم، إضافةً إلى حسن تبعّلكم في المظهر والمخبر؟ الحديث ورد عند البيهقي في شعب الإيمان. وقال الحافظ ابن حجر: إسناده حسن.

وأضافت: فيتعجب رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم من سؤالها الذي لم يتكلف أحد الرجال بسؤاله عن امرأته، ولكن نلتمس لها العذر؛ لأن الموطن موطن تنافس في الطاعات. فيطيب رسولنا الكريم خاطرها، ويطمئن جبهة النساء الباحثات عن المساواة في الأجور بأن رعاية المرأة لبيتها وأولادها، وحسن تبعلها لزوجها، يعدل كل مورد للأجور في حق الرجال. بل يتعدى الأمر أكثر من ذلك؛ إذ أجر الرجل في جماعة المسجد سبع وعشرون درجة، وأجرها أعظم من ذلك، بل أفضل من أجر الصلاة في مسجد المصطفى، الذي تعدل الصلاة فيه ألف صلاة في غيره من المساجد إلا المسجد الحرام.

وما ذلك إلا لما وُضع على عاتق المرأة من رعاية للبيت، واهتمام بالأولاد، وتوجيه وإرشاد، مما يصعب معه الجمع بين هذه المصالح الأسرية وصلاتها في المسجد. لذا غُلبت الضروريات الأسرية على المصالح التحسينية، تحقيقًا للأمن والاستقرار الأسري، والذي بدوره يتعدى إلى تحقيق أمن واستقرار المجتمع.

خير صفوف النساء

وأكدت: لذلك كانت أفضل الصفوف في الصلاة الجامعة للرجال هو الصف الأول، تناسبًا مع مسؤولياتهم التي في الغالب تنصرف إلى العمل والكسب، الذي أمر الله تعالى الرجال بتركه والسعي للمسجد عند سماع النداء إدراكًا للصف الأول. فليس هناك عذر لهم في التخلف عن ذلك إلا لمرض، أو رعاية مريض، أو عائق حال بينه وبين إدراك الصف الأول. وشرها آخرها، دلالة على من يتقاعس ويجلس في بيته كحال بعض الرجال اليوم؛ يسمع خطبة الجمعة في البيت، بل ربما انشغل بتلفاز أو هاتف، ولا يدرك منها شيئًا، ثم يسعى للمسجد بعد إقامة الصلاة، فلا يُدرك من صفوفها إلا آخرها، ولا ينال من أجرها إلا قشر بيضها.

أما النساء، وبما وضع الله تعالى عليهن من التكليفات الأسرية في رعاية الصغار والكبار في البيت، والقيام على شؤونه من تنظيف وترتيب وإعداد طعام وغير ذلك، مما يشغل المرأة غالبًا عن إدراك الصف الأول للنساء في الصلاة، فخير الصفوف لهن مع هذه المسؤوليات آخرها؛ لأنها لم تُضيع واجبًا لإدراك سنة، ولو أراحت نفسها وصلت في بيتها لكان أفضل.

حكم من أهملت بيتها للذهاب للمسجد

أما من أهملت بيتها وشؤون أسرتها، أو تحرّت الذهاب للمسجد غير ملتفتة إلى مسؤولياتها الأسرية؛ لإدراك الصف الأول، فلتعلم أن هذا شر الصفوف لها؛ لأنها توسلت في إدراك سنةٍ بضياع فريضة.

تم نسخ الرابط