محمد التاجي: الإعلام لم يعد كما كان وأنا أقدم الشخصيات التي أراها في الشارع
أكد الفنان محمد التاجي أنه يشعر بكونه مظلومًا إعلاميًا في الوقت الحالي، مشيرًا إلى أن المنظومة الإعلامية تغيّرت تمامًا عمّا كانت عليه في الماضي، مضيفا:"الجيل السابق من الفنانين كان خلفه كتيبة إعلامية قوية تلمع الأسماء وتدعمهم مهنيًا، أما الآن فالوضع اختلف تمامًا".
تراجع الإعلام وتفاهة "الترند"
وأوضح خلال لقائه عبر قناة الشمس، أن المنظومة الإعلامية فقدت الكثير من قيمتها وأدواتها المهنية، لافتًا إلى أن المنصات الحالية تعتمد على اجتزاء التصريحات وصناعة "الترند" بأي وسيلة، حتى وإن كانت على حساب المعنى أو المضمون.
وأشار إلى أن بعض المنصات التي تُطلق على نفسها صفة "إعلامية" ما هي إلا مكاتب صغيرة تضم عشرات الأفراد يجلسون خلف الشاشات، يتجسسون على الصفحات الشخصية للفنانين والسياسيين، ويعيدون نشر محتوى مجتزأ بحثًا عن التفاعل فقط.
وأضاف:"المواقع الفنية التي تستضيفني أحيانًا لا تهمها الحقيقة، بل تسعى لإثارة الجدل فقط، وتحوير كلامي لتحقيق مشاهدات"، وعن طبيعة الأدوار التي يقدّمها، أكد الفنان أنه لا يشارك في أي عمل يحتوي على إسفاف أو عري، موضحًا أن كل دور يؤديه يكون نابعًا من اقتناعه الشخصي ومراجعته لتفاصيل الشخصية.
"الفن مرآة.. وأنا أنقل الواقع"
وأشار إلى أنه قد يوافق على بداية عمل من خمس أو ست حلقات، بشرط أن يفهم تطورات الشخصية وسياق القصة، مضيفا:"أنا لا أعمل في أي دور يخالف قناعاتي وأخلاقياتي، حتى وإن كانت الشخصية شريرة، فأنا أقدمها من منظور واقعي؛ لأن هذه الشخصيات موجودة في مجتمعنا".
وأوضح الفنان أن كثيرًا من الشخصيات السلبية التي قدمها مأخوذة من شخصيات حقيقية رآها في حياته اليومية، مؤكدًا أن دوره كفنان هو تسليط الضوء على الظواهر الخطيرة والتنبيه منها.
دور الفنان لا يقتصر على تقديم المثالية
وقال إن أحد أبرز أدواره في مسلسل "العتاولة" جسد فيه شخصية "فوزي"، وهو رجل يتصابق مع الشباب على مغازلة الفتيات في الشارع، رغم تقدمه في السن، وهو ما اعتبره الفنان تمثيلًا واقعيًا لشخصيات موجودة فعليًا في المجتمع، بل وشخصيات عامة معروفة – حسب تعبيره.
وأكد أن دور الفنان لا يقتصر على تقديم المثالية، بل يمتد لكشف التشوهات الاجتماعية، مضيفًا:"أنا لا أُطبع مع هذه الشخصيات، بل أضع تحتها إنذارًا واضحًا.. هذا جرس إنذار للمجتمع كله".
